أرسل رئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي، اليوم السبت، رسالة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد، اقترح فيها عقد لقاء يجمع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية في أقرب الآجال.
وقال رئيس البرلما التونسي (مجلس الشعب) في بلاغ صحفي، بأنه أرسل صباح اليوم السبت رسالة لرئيس الجمهورية “بخصوص إيجاد حل للأزمة السياسية التي تمر بها تونس”.
ودعا رئيس مجلس نواب الشعب، رئيس الجمهورية باعتباره “رمز وحدة الدولة” إلى تجميع الفرقاء لإيجاد مخرج ومجموعة من الحلول عبر تغليب الحوار وتبادل الرأي والمشورة حول أوضاع البلاد وما تقتضيه من قرارات، بالتزامن مع ما تعيشه البلاد من أزمات مركبة، اقتصادية واجتماعية وصحية.
وأكد رئيس المجلس على “ضرورة بعث رسالة إيجابية للشعب التونسي ودول العالم تُبرز أنه رغم اختلاف التونسيين وتنامي خطابات التحريض، إلا أن لتونس دولة ومؤسسات جديرة بالثقة، وأن البلاد في حاجة لتأمين الدواء والغذاء والشغل والأمن، وكذلك للتهدئة وتنمية روح التضامن وتوسيع دائرة المشترك الوطني”.
تأتي هذه الخطوة بعد أسابيع مع أزمة سياسية حادة وصفها المراقبون بمعركة “لي الذراع” بين رئيس الجمهورية، قيس سعيد، من جهة، ورئيس الوزراء، هشام المشيشي، ورئيس مجلس نواب الشعب، راشد الغنوشي، من جهة أخرى.
وبدأت فصول الأزمة السياسية منذ نحو شهر أثناء إقالة رئيس الحكومة لوزراء وإعلانه عن تعديل وزاري وصفه رئيس الجمهورية بـ”غير دستوري” وقال أن بعض الوزراء تتعلق بهم شبهات فساد، ورفض استقبالهم، بعد تزكيتهم من طرف مجلس النواب لأداء اليمين الدستورية أمامه ومباشرة مهامهم.
وانعكس الصراع بين الرئاسات الثلاث على أنصار الائتلاف الحكومي الذي تتزعمه “حركة النهضة” بقيادة الغنوشي من جهة، وبين أنصار خصومها السياسيين وأنصار رئيس الجمهورية من جهة ثانية، ما أدى بدورها إلى انقسام في المجتمع التونسي، وسط دعوات للنزول إلى الشوارع والتظاهر، الذي قد تتمخض عنه صدامات وحالة من الفوضى.