أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الخميس، أن “الاحتلال، الظلم، اليأس، والتمييز العنصري، وصفة علمنا التاريخ ألا رابح فيها، فهي تنتج الخاسرين والمعاناة فقط”.
وقال في كلمة له في معهد “بروكنغز”، الذي يعقد مؤتمرا افتراضيا بعنوان “الشرق الأوسط والإدارة الأمريكية الجديدة”، إن: “هناك فرصة للبناء على التطورات التي شهدناها أخيرا. علينا إعادة إحياء الأمل في فرص نجاح السلام، كما علينا أن نمكن شبابنا من الاقتراب من مستقبل لطالما بدا لهم بعيد المنال. ويحمل الدور القيادي للولايات المتحدة هنا أهمية حيوية”.
وأكد أن “الأردن سيبقى مستعدا على الدوام للمساهمة في أي جهود لإعادة إطلاق مفاوضات السلام، كما سنظل ملتزمين بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، للحفاظ على هوية المدينة. فالحفاظ على القدس الشريف، مدينة للإيمان والسلام، مسؤولية نتشارك بها جميعا”.
وأضاف: “تعلمنا أيضا أن استمرار غياب العدالة في منطقتنا سيقوض تقدمنا جميعا، فالازدهار في الشرق الأوسط لا يمكن أن يؤتي أكله دون السلام”.
وتابع: “الولايات المتحدة بالطبع ليست غريبة عن الشرق الأوسط، ولها دور قيادي محوري في تعزيز أمن واستقرار المنطقة.. من المشجع أن نرى التزام الرئيس الأمريكي جو بايدن المتجدد بانخراط بلاده على الساحة الدولية”.
وشدد على أنه “في هذه الأوقات الصعبة تزداد الحاجة لصوت أمريكا المتزن وجهودها لاستعادة الزخم للنظام العالمي المبني على الشراكة، الذي يضع صحة ورفاه جميع الشعوب في عمق أولوياته.. ستجد الولايات المتحدة في الأردن دوما شريكا ثابتا، فعلاقتنا هي صداقة والتزام مشتركان ممتدان عبر أكثر من 7 عقود، بنيناها بفخر معا على مر السنين”.
وقال: “الاحتلال والسلام، بكل بساطة، نقيضان لا يجتمعان. وللشعب الفلسطيني الحق بقيام دولتهم المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.
واختتم الملك كلمته قائلا: “حان وقت العمل على حل النزاعات بدلا من إدارتها، والتركيز على الهدف النهائي، بدلا من فقدان البوصلة في حيثيات العملية. نحن مدينون بهذا لعالمنا، فلنتعلم من أخطاء الماضي، ولنسلك الطريق الأسمى، طريق السلام”.