حذر رئيس جيبوتي إسماعيل، عمر غلة، في مقابلة صحافية، من مخاطر تعزيز “إرهاب القاعدة” نتيجة النزاع في اليمن، متعهدا في الوقت نفسه بالاستمرار في دعم السكان الفارين من النزاع.
وقال عمر غلة إن النزاع في اليمن يغذي المنافسة الخطيرة بين المسلمين الشيعة والسنة، ما من شأنه تعزيز انتشار تنظيم القاعدة في البلاد، كما أن النزاع يشكل خطرا على المنطقة بأكملها.
وفي 26 مارس بدأ تحالف عسكري بقيادة السعودية بشن غارات ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وذلك بعد سيطرتهم على مناطق واسعة في البلاد.
وتقول الأمم المتحدة إن المعارك الدائرة في اليمن أدت إلى فرار الآلاف عبر البحر إلى جيبوتي الواقعة على مدخل البحر الأحمر وقناة السويس.
وفي هذا الصدد، أكد غلة الذي يترأس جيبوتي منذ العام 1999، أن “حدودنا تبقى مفتوحة كالعادة”.
ولا تبتعد جيبوتي عن اليمن في أقرب النقاط، سوى 30 كيلومترا عبر باب المندب، ممر السفن الاستراتيجي.
وتستعد حكومة جيبوتي ومفوضية الأمم المتحدة لغوث اللاجئين لاستضافة ما يزيد على 15 ألف يمني عبر البحر خلال الأشهر المقبلة.
وأضاف رئيس جيبوتي أنها “الدفعة الثالثة من اللاجئين القادمين من اليمن بعد العامين 1986 و1994″، معلقا بقوله: “لقد اعتدنا على الأمر”، ولافتا إلى أن الدولتين الجارتين تتشاركان العديد من الروابط الثقافية والتجارية.
وتستضيف جيبوتي، البلد الذي يتألف من 850 ألف نسمة، 28 ألف لاجئ غالبيتهم من الصومال.
جيبوتي.. موقع استراتيجي
وفي منطقة تعمها الفوضى، تريد جيبوتي أن تبرز مكانتها كدولة استقرار وأمان. وقد أرسلت جنودا للانضمام إلى قوات الاتحاد الإفريقي التي تقاتل حركة الشباب الصومالية، المرتبطة بتنظيم القاعدة في الصومال.
وردت الحركة المتطرفة العام الماضي عبر أول تفجير انتحاري في جيبوتي استهدف مطعما في العاصمة المليئة بالأجانب.
وجيبوتي أيضا تعتبر بوابة البحر الأساسية لإثيوبيا، خاصة أنها عند أحد أهم خطوط السفن في العالم، كما أنها تستضيف قواعد عسكرية أجنبية من بينها أميركية وفرنسية ويابانية.
ولا يستبعد غلة السماح للصين بإقامة قاعدة عسكرية أيضا في البلاد، ويعني ذلك وجود قاعدتين أميركية وصينية في هذا البلد الصغير.
وأضاف أن “أكبر سفن النقل التجارية خلال العقد الحالي ستكون صينية، ولذلك تحتاج الصين إلى حماية مصالحها، وهي مرحب بها”.
وتمول الصين عدة مشاريع بنية تحتية في جيبوتي من بينها تحسين الموانئ والمطارات وخطوط سكك حديدية.
ويوجد في جيبوتي أيضا القاعدة الأميركية الدائمة الوحيدة في إفريقيا ويطلق عليها “لومنييه”، وهي تستخدم في عمليات سرية وأخرى لمكافحة الإرهاب وغيرها في اليمن والصومال ومناطق أخرى.
واعتبر غلة أن “إفريقيا في طريقها للنهوض، ويجب استخدام موقعنا من أجل التكامل الإقليمي في إفريقيا”.
وتابع “لا يمكننا أن نتحدث عن اقتصاد قوي من دون بنية تحتية”، مشيرا إلى افتتاح خط جديد للسكة الحديد في وقت لاحق من العام الحالي بين جيبوتي والعاصمة الإثيوبية اديس أبابا، ولفت إلى أنه يحلم أن يمتد هذا الخط ليصل إلى داكار، عاصمة السنغال.
وعلى الرغم من أنه يترأس جيبوتي منذ 16 عاما، فإن غله (67 عاما) لم يستبعد الترشح لولاية رابعة العام المقبل. وختم بالقول: “لم أتخذ قرارا بعد”.