: : العناد والتحدى : :

عند الكبار هو احد ميكانيزمات الدفاع كما يصنفه علماء النفس او لنقل بلغتنا نحن البسيطه هو حيله نفسيه يقوم بها الشخص تجاه الاشخاص اوالمواقف على مستوى اللاشعور ، لاسباب كثيره ولكن ابرزها سببين هامين :
*اولهم ان يكون هذا الشخص أهين او استهان به او جرح او ظلم من صاحب الرأى المطروح بشكل مستمر دون انتباه أو اكتراث لمشاعره فهنا يتخذ الشخص الذى جرح او اهين العناد سبيلا لتاكيد ذاته و الدفاع عن كبريائه _ ولو حتى كان كان يرى صحه الراى المطروح _ الا انه يظل يعاند صاحب هذا الراى لمجرد العناد بهدف تسفيه رأيه انتقاما لنفسه من شخص صاحب الراى وتاكيدا لذاته أمامه ، * والسبب الثانى الابرز هو ان يكون العناد ستار يخفى شعورا دفينا بالنقص والغيره من صاحب الراى المطروح وبالتالى يظهر الشخص الحاقد نوعا من التعالى فى قبول اراء هذا الشخص الذى يشعر امامه بالنقص ، ويظهر هذا التعالى فى صوره عناد والحقيقه الدفينه انه يتظاهر بالتعالى ليخفى شعوره بالضآله ،، وفى الحالتين يجب النظر بعمق لشخصيه المعاند ونفسيته لنصل الى التحليل السليم ونستطيع التعامل بشكل صحيح مع الموقف هذا ان لم يكن للعناد والتحدى سبب وجيه ومبرر منطقى ، اما العناد الطفولى فهو برغم برائته الا انه يجب ان يوضع تحت الملاحظه بشكل دقيييق جدا لانه اذا زاد عن حد معين يمكن ان يشير الى نوع من الاضطرابات السلوكيه عند الاطفال يسميها علماء النفس ( الاضطراب الانحرافى المضاد ) او اضطراب التحدى والعناد oppositional Defiant Disorder وهو وفقا للوارد فى الدليل التشخيصى الاحصائي الخامس للامراض النفسيه الصادر عن الجمعيه الامريكيه للطب النفسي.Dsm-5 : نموذج لحاله مزاجيه تتسم بالغضب والاثاره ، وسلوك جدالى منحرف او انتقامى فى بعض الاحيان يستغرق على الاقل فتره ٦ اشهر قبل التشخيص ويكون الطفل خلالها غاضب مستاء اغلب الوقت ويتعمد مضايقه الاخرين ، ويتحدى اوامر الوالدين والمدرسين وكل من له عليه سلطه ، ويلقى باللوم على الاخرين بعد ارتكابه للاخطاء وسوء السلوك ، كذلك يكون هذا الطفل نزاعا للاغاظه على الاقل مرتين خلال ٦ اشهر قبل التشخيص * يعنى بيحب يعمل حاجات تغيظ الاخرين * ، ويكون هذا الاضطراب السلوكى فى الغالب مرتبط بوجود عدم انسجام او توتر فى بيئته المباشره زى عائلته او اصدقائه واقرانه وبياثر على علاقته بيهم وبيمتد تاثيره على بيئته الاكاديميه فينخفض مستواه الدراسي ، ونستطيع القول بان الطفل بالفعل مصاب بهذا النوع من الاضطراب( ODD ) ، اذا توافرت ٤ اعراض فقط من مجموع ٨ اعراض الموزعه على المجالات الثلاثه الاتيه ( حاله مزاجيه تتسم بالغضب والاثاره ، سلوك جدالى منحرف ، حب انتقام ) ، بشرط الا يثبت وقوع الطفل ضحيه اى مرض ذهانى ( عقلى ) او اكتئاب او ادمان لاى ماده او عقار معين ، وتكون الحاله بسيطه لو تمت ملاحظتها فى بيئه واحده ( فى المنزل _ مع الاصدقاء _ فى المدرسه ) ، وتكون متوسطه لو ظهرت على الطفل الاعراض فى بيئتين فقط يعنى عامل مشاكل فى البيت ومع اصحابه لكن كويس فى المدرسه مثلا ، وتكون شديده اذا كانت عامه فى جميع السياقات يعنى الكل بيصرخ من هذا الطفل ومحدش عارف يتعامل معاه خالص لا فى البيت ولا فى المدرسه ولا حتى مع اصحابه هذا اذا استطاع اساسا تكوين صداقات .. ….. وهنا انصح وبشده التعامل مع المشكله بجديه والاسراع بالاستعانه باخصائي فى العلاج النفسي للاطفال والمراهقين ليرشد الاسره الى سبل التعامل السليم مع الطفل او يتدخل مباشره بالتعامل هو شخصيا مع الطفل وفى تلك الحاله سيخصع الطفل لجلسات علاج نفسي وفقا لخطه علاجيه مدروسه لايقاف تطور الحاله ومعالجه هذا الاضطراب السلوكى قبل ان يؤثر على شخصه الطفل فنجد انفسنا مستقبلا امام اضطراب نفسي اخطر ونكون قد تركنا اولى لبنات اضطراب الشخيصه الخارجه عن اى قانون وهو المعروف علميا باضطراب الشخصيه المضاده للمجتمع اذا ماوصل الطفل الى ١٨ عام على هذا المنوال ، بل وقد نجد انفسنا امام اضطراب نفسي اكبر واخطر … لذلك يجب التعامل مع الامر بمنتهى الدقه والحكمه .. عافانا الله واياكم جميعا وحفظنا وابنائنا مما لا نطيق عليه صبرا ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *