الجنوبية والتي لا يعرف الكثيرين عن قصص وحكايات كفاحها إلا القليل وحكاية السيدة “صيصة أبو دوح” البالغة من العمر 64 عاما حالة نادرة في المجتمع المصري وخاصة الصعيدي التي كانت تري عاداته وتقاليده آنذاك بأن عمل المرأة خروجا على المألوف ورغم ذالك كانت ” صيصة “تخرج مع كل صباح من منزلها في قرية ” لوانت” بمركز “البياضية” في محافظة الأقصر لتبدأ عملها الشاق متنكرة في زى رجل . ” صيصة “التي مات زوجها بعد أشهر قليلة من إتمام الزفاف وتركها حاملًا بابنتها الوحيدة بعد الولادة لم تجد عائلًا يقوم على رعايتها والإنفاق عليها وأمام جحود أشقائها وتخليهم عنها لم تجد مفراً من اقتحام العمل لتوفير حياة كريمة لها ولرضيعتها الصغيرة.
التقينا “صيصة أبو دوح ” التي بادرتنا قائلة بدأت عملي عقب وفاة زوجي في سبعينيات القرن الماضي عادات الصعيد وتقاليده جعلت من عمل المرأة خروجا على المألوف بل وصل إلى حد الـ”جريمة” لذلك كان الحل هو التنكر.
وعن التنكر في ملابس الرجال قالت لجأت للتنكر حفاظاً على نفسي من كلام الناس ومطامع الرجال وطوال 42 عامًا لم أرتدِ ملابس النساء في الأماكن العامة سوى مرتين .
من داخل منزلها المتهالك قالت “صيصة” إن عملها يبدأ يوميا في السادسة صباحا حيث ترتدي أزياء الرجال ثم تنطلق إلى الشوارع تارة تعمل في المقاولات وتارة تعمل في تلميع الأحذية من أجل الإنفاق على ابنتها اليتيمة التي أصبح عمرها الآن 42 عاما .
وسط العيشة الصعبة لا بدّ أن تكون رجلا وسط أشباه الرجال والعقول والأخلاق التي لم تعد موجودة هكذا أضافت وتابعت مسئولو المحافظة تركوني لشقائي منذ وفاة زوجي لم يستجب لمطالبي أي منهم وكأنني غير موجودة.