قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن النظام السوري يؤلف مشهداً إجرامياً جديداً يؤدي أدواره عناصر داعش، مع اقتراب التنظيم المتطرف من السيطرة على مدينة تدمر الأثرية المصنفة ضمن لائحة التراث العالمي.
وصرح سالم المسلط، الناطق الرسمي باسم الائتلاف السوري، بأن “سلوك النظام في تلك المنطقة يكشف عن نواياه”، وأنه مرتاح إلى الكارثة الحضارية التي يمكن أن يرتكبها تنظيم داعش في المدينة الأثرية، متأملاً أن توفر تلك الكارثة غطاء للخسائر التي يتكبدها على مختلف الجبهات، وتحجب جانباً من الضوء عن الجرائم المستمرة التي يرتكبها، إضافة إلى أن الفوضى التي يفتعلها هناك ستفسح المجال لأزلامه ولدائرته الضيقة أمام نهب ما يمكن من الآثار بقصد بيعها”.
وأضاف المسلط أن الائتلاف الوطني يحذر من المخاطر التي ستنجم عن تنفيذ هذه الخطة بحق المدينة الأثرية، ويطالب منظمة اليونسكو بالتحرك العاجل لحماية المدينة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لدق ناقوس الخطر وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته.
ومن جهته، قال محافظ حمص، طلال البرازي، لوكالة “فرانس برس”، إن قوات النظام أرسلت تعزيزات إضافية إلى مدينة تدمر، في محاولة لصد تقدم تنظيم “داعش” الذي بات الجمعة على بعد كيلومتر واحد من المدينة الأثرية.
وأكد البرازي أن الوضع في مدينة تدمر “تحت السيطرة”، مضيفاً أن “تعزيزات برية في طريقها إلى المدينة وسلاح الجو والمدفعية يتعاملان مع أي عملية”.
يوجد في مدينة تدمر اليوم وفق البرازي، أكثر من 35 ألف نسمة، بينهم نحو تسعة آلاف نزحوا إلى المدينة منذ بدء النزاع السوري قبل أربعة أعوام. كما نزح المئات إلى المدينة من بلدة السخنة المجاورة بعد سيطرة التنظيم عليها الأربعاء.
وبدوره، قال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن: “بات مقاتلو التنظيم على بعد كيلومتر واحد من الموقع الأثري في مدينة تدمر”، التابعة لمحافظة حمص. ويشتهر الموقع الأثري القائم في جنوب مدينة تدمر بأعمدته الرومانية ومعابده ومدافنه الملكية.
وأوضح عبدالرحمن أن “النظام أرسل تعزيزات عسكرية إلى تدمر فيما يقصف الطيران الحربي محيط المدينة”، مضيفاً أن “الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية تدور في شمال وشرق وجنوب المدينة”.
وارتفعت حصيلة القتلى في المعارك المستمرة في المنطقة منذ ليل الثلاثاء-الأربعاء إلى 138، بينهم 73 من قوات النظام والمسلحين الموالين و65 من مقاتلي “داعش”.
وبحسب المرصد السوري، يقطن أكثر من 100 ألف سوري بينهم نازحون في مدينة تدمر والبلدات المجاورة.
وتدمر مدرجة على لائحة تراث “اليونيسكو”، وتضم آثارا قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.