أعلن المندوب الروسي الدائم لدى حلف الناتو الكسندر غروشكو أن روسيا ستعزز تشكيلاتها في القرم بسبب نشاط الحلف قرب حدودها.
وقال غروشكو: “ما نقوم به، يتوافق تماما مع جميع الالتزامات الدولية، ونحن لا نخالف أي شيء. لا يوجد أي حظر يمنعنا من نشر أنواع محددة من الأسلحة”.
وأضاف مندوب روسيا في حلف الناتو قائلا: “سنقوم بتعزيز جزئي لقواتنا في القرم، انطلاقا من أن الناتو يعزز نشاطه وينشر إمكانات جديدة قريبة بشكل مباشر من حدودنا”.
من جهة أخرى، أشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو تأمل في أن يتخلى الناتو عن محاولاته الرعناء ضم جورجيا وأوكرانيا إلى الحلف.
وقال غروشكو في هذا الصدد خلال مؤتمر عبر الفيديو بين موسكو وبروكسل: “نحن نرى أن الناتو يواصل التقارب مع جورجيا لنقل القوات المسلحة الجورجية إلى معايير الناتو كي يتم دمجها في الحلف”.
وأضاف “لكن هناك الكثير من العقلاء في الناتو، الكثيرون يفهمون خطورة سياسة الأبواب المفتوحة الرعناء”.
وخلص المندوب الروسي لدى الناتو إلى القول إن “مثل هذا التطور في الأحداث محفوف بأقصى العواقب للأمن الأوروبي، وفي حالتي أوكرانيا وجورجيا خطوط الفصل يمكنها أن تنتقل إلى داخل الدول. اعتقد أن المنطق السليم سيسود، وستُترك مثل هذه المحاولات الرعناء”.
غروشكو: الناتو يتجاهل تقارير بعثة المراقبين حول أوكرانيا
وفيما يتعلق بالملف الأوكراني، قال غروشكو إن الناتو يغض النظر عن المعلومات غير المنحازة حول أوكرانيا، والتي يوردها المراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأوضح أن الناتو يواصل إظهار روسيا كطرف في النزاع الأوكراني، وتحميلها المسؤولية الرئيسة عن التعثر في تنفيذ اتفاقات مينسك.
في هذا السياق، قال الدبلوماسي الروسي إن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ما كان ليعلن عن عزمه على استعادة مطار دونيتسك شرق أوكرانيا، لو لم يشعر بدعم الحلف، مؤكدا أن “مثل هذه الصلة واضحة”.
اتساع الناتو نحو روسيا وخيم تأزيم الوضع بشكل جدي وسباق التسلح
وقال غروشكو:”عملية اتساع الناتو نحو أي اتجاه، سيما تجاه روسيا، تعد تحركا قويا للغاية وله عواقب سياسية سلبية وحربية جسيمة”، مضيفا أن هذا الأمر “محفوف بسباق التسلح وزعزعة استقرار الأوضاع بشكل جدي”.
في غياب التعاون العملي بين موسكو والناتو ستتلاشى دوافع الحوار
وفيما يخص العلاقات بين روسيا والناتو، أكد غروشكو أن الحوار السياسي بين الطرفين يجري على مستوى مندوبيهما، غير أنه قال إن هذه الصيغة لا يمكن اعتبارها مقبولة، إذ أن الدوافع السياسة للحوار ستندثر بدون التعاون العملي.
وتعقيبا على كلام ستولتنبرغ عن نية الحلف الحفاظ على الروابط السياسية مع روسيا والتخلي عن التعاون العملي معها، قال غروشكو إن ذلك ليس إعلانا سياسيا، وإنما تثبيت الواقع.
وقال: “لا نرى بعد أية رغبة للناتو في التعاون العملي مع روسيا… وبذلك فإن الحلف أطلق النار على ساقه”.
على واشنطن نقل أسلحتها النووية من أوروبا إلى الأراضي الأمريكية
كما أعلن الدبلوماسي الروسي أنه يجب على الولايات المتحدة نقل قنابلها النووية إلى أراضيها، ما يمثل مساهمة ملموسة في تعزيز الاستقرار الاستراتيجي والأمن في القارة الأوروبية.
وشدد على ضرورة سحب جميع الأسلحة النووية إلى الأراضي الوطنية، كما فعلت روسيا، من أجل استمرار عملية وضع الرقابة على الأسلحة النووية وتقليصها.
وأكد أن موسكو تنطلق بهذا الشأن من أن أية أسباب للحفاظ على تواجد أسلحة نووية في أوروبا تغيب حاليا.
الناتو غير مستعد حاليا للتدخل الجدي في نزاعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
وأعرب غروشكو عن ثقته بأن الحلف الأطلسي يدرك عدم إمكانية حل أية قضايا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن طريق استخدام قوة.
وذكّر بأن التدخل للناتو في العراق وليبيا هو الذي أدى إلى المشاكل الكارثية التي نواجهها اليوم.
وتأتي تصريحات غروشكو بعد إعلان الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ أعلن بمؤتمر صحفي عقب اجتماع وزراء خارجية دول الحلف في أنطاليا التركية يوم الخميس 14 مايو/أيار، إن الحلف ينوي زيادة وجوده العسكري وتكثيف أنشطته العملية على حدوده الشرقية.
وأضاف إن الحلف اتخذ العام الماضي قرارا بتعليق كافة أشكال التعاون العملي مع روسيا بسبب ضم القرم والذي اعتبره غير شرعي.
وأكد ستولتنبرغ أن الناتو يبحث دائما في مسألة تكيفه، مضيفا “نحن أقوى حلف عسكري في العالم وسنحافظ على هذه القوة من خلال التكيف مع تهديدات جديدة”.
ولفت الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إلى أن الحلف ركز على ضرورة مضاعفة حجم قوات الرد السريع للناتو وتوسيع الوجود الجوي والبحري على حدود الحلف الشرقية.
كما أشار ستولتنبرغ إلى أن الناتو ينوي دراسة إمكانية إجراء مزيد من التدريبات المشتركة والمشاورات وتبادل المعلومات مع السويد وفنلندا.
يذكر أن سكان شبه جزيرة القرم صوتوا لصالح العودة إلى الوطن الأم روسيا في استفتاء أجري في 16 مارس عام 2014 بأغلبية ساحقة، بلغت في القرم 96.77 %، وفي مدينة سيفاستوبل ذات الوضع الخاص 95.60 %