تناول سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني الامين العام للمجلس الإسلامي العربي بكلمة فيها معاني شهر شعبان .
وقال : نحمد الله ونشكره على أن مد في أعمارنا وأنعم علينا حتى أدركنا شهر شعبان ، فشعبان شهر فضيل من أشرف الشهور ، وقد تشعبت فيه الرحمة والبركات والخيرات. وقد خصه نبينا {ص} بالصيام لأنه شهر ترفع فيه أعمالنا وتعرض على خالقنا لتكون حين ترفع وتعرض محلا للعفو والمغفرة ، فالصـوم لا مثل له وهو جُنَّة ” وقاية ” من عذاب الله ، وقد أجزل الله ثواب الصائمين ، وجعل لهم فرحة عند لقائه عز وجل.
من هنا قال عنه رسول الله{ص} : {ذلك – أي شعبان- شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم}. ففي شعبان ينبغي للمسلم أن لا يغفل عن فضله وعليه أن يغتنم تلك الأيام الفاضلة والأوقات الشريفة – وخاصة في هذا الزمن-، بالأعمال الصالحة ، اقتداءً برسول الله {ص} ، وباعتباره مدخلا واستعدادا وتأهبا لشهر رمضان. وأن يضع في ميزان أعماله ، ما يسأل غدا عنه . فطوبى لمن رفع عمله في شعبان وهو صائم قائم مستغفر مطيع عابد موحد خال من أي شرك .
وفي الشأن السياسي تطرق العلامة الحسيني الى كلمة السيد حسن نصرالله فأكد أن هذه الاطلالة الاعلامية الاستثنائية محاولة لاستعادة المجد الغابر حين كان حزب الله يقاتل في الجنوب ويحقق الانتصارات .
ولكن شتان بين الامس واليوم . وما كان يصح في الماضي ، لم يعد صالحا اليوم . والخطابات التي كانت تلهب حماس الجماهير اثناء حروب 1993 و1996 و2006 ، بطل زمنها ، فالحرب على الشعب السوري الى جانب نظام ظالم ومتوحش ، لا تمت بصلة الى الدين والوطن والاخلاق.
اضاف : يخطىء السيد نصرالله عندما يظن انه حقق انتصارا في القلمون ، لاسباب عدة ، اهمها أن المعركة لم تنته بعد ، وكما تبين خطأ اعلان الانتصار العام الماضي بعد السيطرة على يبرود ، سيتبين لاحقا ، أن ما حققه حزب الله اليوم هو مجرد جولة في حرب طويلة . ولا نقول ذلك استنادا الى تحليل معطيات عسكرية من هنا وهناك ، بل ننطلق من قراءة موضوعية لما يجري في سوريا . فهناك ثمة ثورة تراكم الانجازات ، واذا اخفقت في مكان ما ، وفي لحظة ما ، فهذا لا يعني انها انكسرت .
وتابع السيد الحسيني : واهم السيد نصرالله اذ يعتقد ان بامكانه الانتصار مع النظام السوري في نهاية المطاف .
فهذا النظام سقط سياسيا ومعنويا ، في الداخل والخارج ، وسقط عسكريا عندما هزم جيشه في معظم انحاء سوريا ، ولم يتبق له سوى اراض قليلة يقاتل فيها ، املا بان ينسحب لاحقا في اطار تسوية سياسية يحلم بها ، نحو المنطقة الساحلية ، لاقامة دويلة علوية هزيلة .
وقال : هذا هو مغزى معركة القلمون ، مهما حاول السيد نصرالله خداع وتضليل الرأي العام . لقد اعلنها مواربة قبل عشرة ايام بعد هزائم النظام السوري في ادلب وجسر الشغور ، فقال ان معركة القلمون محتومة . ولكن لماذا ؟ وهل هي فعلا لحماية لبنان ؟
وتابع الحسيني : انها معركة حتمية لانعاش النظام السوري الساقط حتما ، وابقائه على قيد الحياة دوليا ، من خلال التحكم بحدوده مع دولة واحدة على الاقل ، هي لبنان ، بعد ان فقد حدوده مع دول الجوار الاخرى ، الاردن والعراق وتركيا .
وتوجه السيد الحسيني الى امين عام حزب الله بالقول : لم تطلع شيعة لبنان على حجم الخسائر التي جعلتها تدفعها في الحرب السورية منذ اربع سنوات . وما اعلانك عن رقم 13 قتيلا في معركة القلمون الاخيرة سوى لامتصاص نقمة الجمهور . ولم تخبر جمهورك كم هو حجم الاستنزاف الذي اصاب حزبك ، بشكل جعلك تطلب المساعدة المالية منه ، بعد ان كنت تغدق المساعدات والهبات للمناصرين . وهل حسبت حسابا لعوائل الشهداء الذين سقطوا في مواجهة اسرائيل وعددهم بالالاف ، وهل سيبقى لهم شيئا بعد هذا الاستنزاف . والاهم من كل ذلك وبعدما يسقط النظام السوري ، ماذا ستقول لامهات القتلى في سوريا ، ولماذا ماتوا هناك ، ومن أجل من ؟
وختم السيد الحسيني : فات الاوان يا سيد نصرالله لاعلان الانتصار . فالهزيمة آتية لا محالة . ولكن لم يفت أوان التراجع ، وليس من أجل انقاذ حزبك ، لانه آيل الى السقوط مع بشار الاسد ، وانما ينبغي التراجع عن التورط في سوريا ، رأفة بالامهات والاخوات والزوجات والاطفال من ابناء الطائفة الشيعية ، حتى لا يفقدوا أعزاءهم سدى