“رمونا ومحدش سائل فينا ” هذا هو حال العشرات من الأسر التي كانت تقطن منطقة الترعة الضمرانية في نجع حمادي حديثهم بعد إزالة المنطقة وتسكينهم في وحدات سكنية جديدة لإقامة مجمع خدمي عليها ضمن صندوق تطوير العشوائيات ولم يجد النازحون منها من غير المستحقين للوحدات السكنية الجديدة بديلا عن هذه المنطقة العشوائية سوى الشارع أو بعض المخازن الموجودة بالقرب من المكان للمبيت فيه حتى تنفيذ قرار المحافظ بتوفير وحدات سكنية. بصوت خافت وعينان تزرفان الدمع تروي إحدى اللائي لم يحصلن على وحدة سكنية رفضت ذكر اسمها خرجنا من منزلنا بعد وعود المسئولين بإعطائنا سكنا بديلا في تلك الوحدات المخصصة لسكان الضمرانية بعد إخلاء المنطقة ولكننا فوجئنا بعدم إدراج أسمائنا في الكشوف مشيرة إلى أن المسئولين طالبوهم بالمبيت في المخازن المخصصة كمحال تجارية حتى توفير سكن بديل لهم. وأعربت السيدة ذاتها عن استياءها الشديد من عدم وجود مكان مناسب للمبيت فيه مع زوجها وأولادها قائلة: “عايزين مكان يدارينا مش عايزين قصور”. بعض الأهالي غير المستحقين للوحدات السكنية من المضارين من إزالة الضمرانية إنهم تقدموا بتظلمات إلى اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا وبدوره قبل التظلمات مضيفين بعضنا لديه خمسة أولاد ولا أستطيع المبيت بهم في الشارع في ذلك الشتاء قارس البرودة وبعضهم يعاني من الأمراض مريضة ويحتاجون إلى رعاية خاصة فعلى المسئولين توفير مكان بديل عن مساكننا التي خرجنا منها “إحنا هنموت من البرد”. كما أن الجهات المختصة أخبرتنا بأن هناك وحدات سكنية مجهزة لنا حال خروجنا من تلك المساكن وبعد تنفيذنا لقرار الإخلاء لم نجد أي مكان سوى الشارع فهو الوحيد الذي كان في استقبالنا. وتساءلوا كيف للمسئولين أن يعطوا بعض الأشخاص غير المستحقين وحدات سكنية ويلقونا نحن وأطفالنا في الشارع بلا مأوى؟ يجب على الدولة أن تقوم بتوفير سكن مناسب لنا وتنتشلنا مما نحن فيه. هذا ويواجه أهالي الضمرانية النازحون إلي المساكن الجديد العديد من المشكلات استلامهم الوحدات الجديدة هي صعوبة المواصلات والتنقل خاصة أن المنطقة تبعد مسافة كبيرة عن مدينة نجع حمادي وقرية بهجورة المجاورة لهذه الوحدات ولا توجد أي وسيلة مواصلات للمدينة أو القرى المجاورة وأن المنطقة تقع وسط الزراعات ما يعرض حياة الأطفال للخطر بسبب انتشار الحيوانات المفترسة مثل الذئاب وغيرها. أيضا المنطقة لا يوجد بها أي خدمات سواء صحية أو تعليمية وغيرها فضلًا عن قلة وصول المياه إلى المنطقة التي تحتوي على 13 عقارا بها 260 وحدة سكنية مع صعوبة وصول الطلاب والموظفين إلى المدارس بمدينة نجع حمادي لعدم وجود مواصلات. وكانت الأجهزة الأمنية والتنفيذية بقنا شنت حملة موسعة صباح فجر الثلاثاء الماضي لإزالة 301 منزل و”عشه”مقامة على مساحة 8 أفدنة تابعة لأملاك الدولة تمهيدًا لإقامة مجمع خدمي عليها فيما أصيب 3 شرطيين و4 مدنيين بحالات اختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع أثناء اشتباكات محدودة وقعت بين قوات الأمن المركزي والأهالي الرافضين الخروج من المنطقة.