تعرب الجمعية الأوروبية لحرية العراق (ايفا) عن قلقها الشديد من سقوط مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار على أيدي ارهابيي داعش. واننا نؤكد مرة أخرى انما الطريق الوحيد الذي كان بالامكان تفادي هذه المأساة هي إشراك حقيقي لعشائر السنة في العملية السياسية. وعلى رئيس الوزراء حيدرالعبادي ان يسمع كلام الحق. انتفضت عشائر السنة لطرد تنظيم القاعدة من العراق أثناء التمرد ويمكن أن يتحفزوا ويتحشدوا لمحاربة ارهابيي داعش الوحشيين اذا ائتمنوا وزودتهم الحكومة بالاسلحة ولا أن يتم اقصائهم وتستباح أرواحهم على أيدي المليشيات الشيعة المجرمة تحت قيادة النظام الإيراني.
ان عشائرالسنة التي هي ضحية داعش تشكل القوة الوحيدة القادرة على مواجهة هؤلاء الارهابيين من الناحية السياسية والاجتماعية والعسكرية الا أن إيران ووكلائها في العراق لم يسمحوا بتسليحهم وإشراكهم في العملية السياسية. ان زيارة وزير الدفاع الإيراني للعراق بعد سقوط الرمادي وموافقة أمريكا على مشاركة المليشيات الشيعة التابعة لإيران لاستعادة الأنبارالتي تشكل اغلبية سكانها من السنة، قادت العراق مرة أخرى إلى حافة كارثة طائفية وجعلت أهل السنة بين خيارين إما سلطة داعش وإما المليشيات الشيعة التعسفية حيث كلا المجموعتين قام بقتلهم وفرض عليهم الاعتداء والاغتصاب واعمال العنف.
للتغلب على الأزمة الحالية ولهزيمة داعش على رئيس الوزراء حيدر العبادي ان يخلص نفسه من تأثير طهران ونفوذها في العراق. وفي حال تطبيقها فضلا عن الحصول على دعم من قبل الشعب العراقي فانه سيتمتع بتأييد المجتمع الدولي ايضا. ويجب ان يوفر الأرضية لاشراك حقيقي للسنة في عملية العراق السياسية فوراً وبضمن ذلك تلك العشائر السنية التي حاربت رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الفاسد الفاقد ماء وجهه. وكذلك يقوم العبادي بإعادة زعماء السنة مثل نائب الرئيس السابق طارق الهاشمي الذي اضطر للهروب من العراق من قبل المالكي.
كما يجب أن يسلح العبادي عشائرالسنة بأسلحة ثقيلة ومتوسطة لكي يستطيعوا محاربة داعش بشكل فعال ومؤثر تحت قيادة قوات التحالف. كما عليه ان تطهرالحكومة العراقية والأجهزة العسكرية والأمنية من جميع العناصر الموالية للنظام الإيراني ويقوم بطرد جميع عناصر الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له من العراق. وفي حال تطبيق هذه الاموريمكن استعادة سيادة العراق من جديد وطرد داعش من هذا البلد.