رئيس لجنة المذاهب وحريات الديانات في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يبعث برسالة إلي شيخ الأزهر يحذر فيها من مخاطر الديكتاتورية الدينية في إيران علي أمن إيران والمنطقة.

بعث رئيس لجنة المذاهب وحريات الديانات في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الشيخ يوسف كنجه اي برسالة خاصة إلي شيخ الأزهر حذر فيها من مخاطر الديكتاتورية الدينية في إيران علي أمن إيران والمنطقة.

وجاء في نص الرسالة التي تلقينا نسخة منها.


فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور احمد الطيب


بعد السلام وخالص التحيات، باسمي ونيابة عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أهنئ من صميم القلب الإمام الأكبر وأعضاء الوفد المشارك في المؤتمر بالانجازات المهمة التي حققها مؤتمر الأزهر الموسع في القاهرة يومي 3 و 4 ديسمبر الجاري حيث وردت في عدة فقرات من «بيان الأزهر العالمي» واذ أؤكد على الأهمية البالغة لهذه الانجازات أسأل الله القدير أن ينعم الله فضيلة الشيخ وعموم الجاهدين في تحقيق هذا الانجاز العظيم بالجزاء الأوفى. من الطبيعي أننا نرحب ببالغ الترحيب تواصلا لما أوردناه في رسالتنا المؤرخة …. الى سماحتك متمنين للأزهر الشريف المضي قدما في هذه الخطوات اكمالا وتعزيزا لهكذا مواقف وانجازات بناءة.


نحن في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الائتلاف الديمقراطي المعارض للديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران سواء بصفته مؤسسة وطنية أو بصفة غالبية الأعضاء المسلمين المتدينين في هذا المجلس والشيعة الواعين السالكين على درب الإمام علي (ع) نتفق معكم على ما صرحتم بجدارة في «بيان الأزهر العالمي» بأن : «مفهومُ الخِلافة الراشدةِ في عصر صحابةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. فقد كانت تنظيمًا لمصلحةِ الناسِ غايتُه حِراسةُ الدِّين وسِياسة الدُّنيا، وتحقيقُ العدلِ والمُساواة بين الناسِ، فالحكمُ في الإسلام يَتأسَّسُ على قِيَمِ العَدلِ والمُساواةِ وحِمايةِ حُقوق المُواطنة لكلِّ أبناءِ الوطن بلا تمييزٍ بسببِ اللونِ أو الجنسِ أو المعتقدِ، وكلُّ نظامٍ يُحقِّقُ هذه القيمَ الإنسانيةَ الرئيسةَ هو نظامٌ يكتسبُ الشرعيَّةَ من مصادر الإسلام». ان هذا المجلس قد تبنى نفس المضمون السامي قبل ثلاثة عقود أي في عام 1985 في وثيقة «علاقة الدين والدولة» كما انه يؤكد على المضمون والمحتوى نفسه بعقده العزم على ضرورة قيام حكومة ديمقراطية في ايران الغد بدلا من الفاشية الحالية المغطاة بالدين.


انه لإنجاز عظيم لعموم المسلمين وللبشرية المعاصرة أن صرح به الأزهر ولما يمثله من مرجعيةٍ دِينيةٍ للمسلمين جميعًا في «بيان الأزهر العالمي» بـأن « كلَّ الفِرَقِ والجماعاتِ المُسلَّحةِ و”المليشيات” الطائفيَّةِ التي استعملت العنفَ والإرهابَ في وجه أبناء الأمةِ رافعة – زورًا وبهتانًا – راياتٍ دينيةً، هي جماعاتٌ آثمةٌ فكرًا وعاصيةٌ سلوكًا، وليست من الإسلامِ الصحيحِ في شيءٍ، إنَّ ترويعَ الآمِنين، وقتلَ الأبرياءِ، والاعتداءَ على الأعراضِ والأموالِ، وانتهاكَ المقدَّساتِ الدينيةِ – هي جرائمُ ضد الإنسانيَّةِ يُدِينها الإسلامُ شكلًا وموضوعًا، وكذلك فإنَّ استهدافَ الأوطانِ بالتقسيمِ والدولِ الوطنيةِ بالتفتيتِ، يُقدِّم للعالم صورةً مشوهةً كريهةً من الإسلام».

وفي هذه الفقرة لو كانت الحكومات والدول المرتكبة بهذه الجرائم مذكورة وواردة قبل «الجماعات… والمليشيات…» لكان بالتأكيد قد ارتقى البيان الى مستو أعلى من تعريف جامع ولكان له أثر أكبر في غرس بذور الأمل لدى المضطهدين لاسيما في الشرق الأوسط. لا خافي عليكم بل من الواجب ادراك الدور القديم الجديد لنظام الملالي الحاكمين في إيران في هذا النوع من أعمال الترويع والقتل والاعتداء والانتهاكات منها انتهاك حرمات الأئمة والرموز الإسلامية، كما ان النأي عن ذكر هذه الحقائق لا يقدم أبسط خدمة للأهداف السامية للأزهر ومؤتمر القاهرة.


كما اننا نرحب بهذا الجانب من البيان الذي يؤكد «إنَّ تعدُّدَ الأديانِ والمذاهب ليس ظاهرة طارئة في تاريخنا المشترك؛ فقد كان هذا التعدد وسيبقى مصدرَ غنى لهم وللعالم، يَشهدُ على ذلك التاريخ… فإنَّ التعرُّضَ للمسيحيين ولأهل الأديان والعقائد الأخرى باصطناع أسابٍ دِينيَّةٍ هو خُروجٌ على صحيحِ الدِّينِ وتوجيهاتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتنكرٌ لحقوقِ الوطنِ والمواطنِ..». هذه هي حقائق دامغة يتجاهلها كثيرون ومنهم الدول المدعية بالإسلام والشخصيات المتشدقة بالفقه والفتوى والدعوة ولهذا يعتبر ذلك اجحافا وظلما كبيرا بحق الدين الإسلامي الحنيف الذي لم يرض إطلاقا بهكذا مواقف لاإنسانية مجحفة ولا تتفق معها. واننا لسعداء وشاكرون الآن أن هذه الجامعية في الديانة الإسلامية الصحيحة قد تم تواصلها والمصادقة عليها. ومن المتوقع أن يشاطرنا فضيلة الإمام الأكبر وشيخ الأزهر رأيا بأن فرض أي صنف من الحكومة الطائفية مهما كانت تسميته دينيا أو مذهبيا أو قوميا أو عرقيا في عالمنا المعاصر وفي المكونات القومية والدينية المنتشرة في دول العالم من شأنه أن يشيع الاضطهاد وهتك الأعراض والاعتداء على أرواح وأعراض الأبرياء مما يستدعي اعلان البراءة قولا وفعلاعن هكذا ادعاءات ولاسيما من المنطلق الدين الإسلامي الحنيف والشريعة المحمدية السمحاء.


نرى أيضا أن مواقف مؤتمر القاهرة وشخص الإمام الأكبر وشيخ الأزهر بخصوص « يدعو المؤتمرُ إلى لقاءٍ حواريٍّ عالميٍّ للتعاون على صِناعةِ السلامِ وإشاعةِ العدلِ في إطارِ احترامِ التعدُّدِ العقديِّ والمذهبيِّ والاختلافِ العُنصري، والعملِ بجدٍّ وإخلاصٍ على إطفاء الحرائقِ المُتعمَّدةِ بدلاً من إذكائِه» تكتسي أهمية كبيرة. وعلى ضوء أهمية ذلك فنعتقد من الضروري أن نذكر بأن الشرط اللازم لعقد هكذا مؤتمرات ولقاءات حوارية عالمية للعمل على صناعة السلام والعدالة هو ابداء الصراحة في تشخيص وتبيان عوامل اشاعة الظلم والتعسف لاسيما القادة و المرشدين الاقوي من المباشرين. ما من شك ان سماحة الإمام الأكبر لديه الدراية والادراك التامين فيما يخص مدى الدور المباشر الذي تلعبه الفاشية الحاكمة على وطننا إيران والتي تتستر مع الأسف تحت نقاب الإسلام والثورة في مد ظاهرة الإرهاب الذي أخذ اسم الجهاديين. ان هذا الفساد وقبل أن يُصدَّر الى لبنان وفلسطين والعراق وسوريا والبحرين واليمن وبعض من الدول الإفريقية طال الشعب الإيراني والتنوعات القومية والمذهبية وحتى بحق الشيعة الإيرانيين بمختلف نحلهم في ظل صمت رهيب لزمته الأمة الإسلامية وأهم مرجعيات إسلامية واستغلته الاخطبوط العالمي السلطوي لإغاثة الفاشية الدينية مما أتاح هذا التعاون بين القوى الظالمة العالمية الغاشمة والنظام ما يسمى بالإسلامي في إيران الفرصة لتأجيج نيران الفتن في مختلف بلدان الأمة الإسلامية لاسيما قد حوّل العراق على غرار لبنان و… الى مسرح للإرهاب والجريمة.


انه لحقيقة واقعية التأكيد  في بيان الأزهر العالمي: «لقد تعرَّض عددٌ من شباب الأُمَّةِ ولا يَزالُ يَتعرَّضُ إلى عمليَّةِ “غسل الأدمغة” من خِلال الترويجِ لأفهامٍ مغلوطةٍ لنصوصِ القُرآن والسُّنَّة واجتهادات العُلمَاء أفضت إلى الإرهاب» وهذا ما يتمثل في ما  ارتكبه الملالي الحاكمون في إيران حيث حولوا الكيان الذي أتى جراء الثورة الجبارة في 1979 الى فاشية غريبة راح ضحيتها ملايين المسلمين في اتون الحرب الغير مبررة بين ايران والعراق أو خلال عملية الإبادة الجماعية التي استهدفت السجناء في مجزرة عام 1988 وغيرها من حملات الإعدام الإجرامية التي طالت الأبرياء وأصبحوا ضحية الفاشية داخل إيران ولا شك أن تصدير تخلف وتزمت الملالي الى الدول الأخرى لم يكن أن يترجم عمليا دون قوام هذه الفاشية الدينية في الداخل.

وفي الختام، إذ نجدد تقديرنا للخطوة الجريئة التي اتخذها الإمام الأعظم وشيخ الأزهر وما أسفرعنه صدور بيان الأزهر العالمي، نسأل الله تعالى أن يمدكم ويمد المواكبين معكم والمقاومة الإيرانية في تحقيق هذه المطالب ومتابعة أشمل وأكثر صراحة لما يصبو اليه بيان الأزهر العالمي من طموحات وغايات نبيلة.


الشيخ جلال يوسف كنجه اي

رئيس لجنة المذاهب وحرية الديانات في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

   باريس- 23 كانون الاول/ ديسمبر 2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *