بعد وصول ازمة الوفد الى طريق مسدود فؤاد بدراوي القيادي بتيار الاصلاح وسكرتير حزب الوفد السابق لبوابة العرب اليوم

السيد البدوي رئيس حزب الوفد نقض اتفاقنا معه امام الرئيس وندرس الخيارات القادمة بناء على تطور الازمة .
شعبية الوفد في الشارع تراجعت بفعل ممارسات رئيسه رغم شعبية الحزب لدى الرأي العام .
ضعف الاحزاب والتكتلات المدنية يعطي الفرصة للتيارات الاسلامية في البرلمان القادم وحل حزب النور يحكمه القانون والدستور .
شعبية السيسي لم تتراجع رغم اخطاء بعض الوزراء .
على الرغم من توسط الرئيس السيسي لانهاء ازمة حزب الوفد بعد وصول الخلاف بين رئيس الوفد والتيار الاصلاحي الى طريق مسدود إلا ان الازمة عادت لنقطة الصفر بعد رفض التيار الاصلاحي الاسماء التي طرحها رئيس الوفد للتعيين ضمن الهيئة العليا للحزب ومع استمرار تلك الازمة التي تنذر بأوخم العواقب على مستقبل حزب الوفد كان لنا هذا الحوار مع فؤاد البدراوي احد قادة التيار الاصلاحي والسكرتير السابق لحزب الوفد :-
بعد اجتماعكم مع السيد البدوي رئيس الحزب وبيان التيار الاصلاحي هل ترى ان السيد البدوي قد تراجع عن وعوده التي قطعها امام الرئيس السيسي ؟
كان هناك اجتماع بيننا وبين السيد البدوي بتفعيل ما تم الاتفاق عليه امام رئيس الجمهورية حيث كانت امور مطروحة للنقاش وصلنا الى حلول لبعضها حيث طرح بهاء الدين ابو شقة ان تكون الهيئة العليا الحالية لمدة عام بينما طلبت في اللقاء مع رئيس الجمهورية تاجيل الانتخابات لمدة اسبوعين كما اننا لم نطلب التعيين في الهيئة العليا الا ان رئيس الجمهورية طلب ان يتم تعيين لجنة العشرة وعند اجتماعنا مع السيد البدوي لتفعيل ما تم الاتفاق عليه امام رئيس الجمهورية تمت مناقشة اللائحة الداخلية للحزب وعودة المفصولين والذين لم يحدد رئيس الجمهورية اسمائهم وبناء على ذلك طرحنا بعض الاسماء إلا اننا فوجئنا بان رئيس الحزب يعترض على اول اسمين وهذا مخالف لما تم الاتفاق عليه لان القضية بالنسبة لنا ليست شخصية وانا رفضت ان يتم اختياري في الهيئة العليا بالتعيين وبناء على ذلك اضطررنا الى ايقاف النشاط بعد ان شعرنا ان السيد البدوي ليس جاد في تنفيذ الاتفاق .
وهل اعتراض السيد البدوي على تلك الاسماء نابع من رغبته في فرض اسماء معينة تضمن استمرار سيطرته على الحزب ؟
مما لاشك فيه ان تلك رغبته وهذا هو الفكر المسيطر عليه وهو يحاول الالتفاق على ما تم الاتفاق عليه باعطائنا خمسة اسماء نختارها ويختار الباقي على حسب هواه وهذا امر مرفوض واذا كان لديه 50 فرد في الهيئة العليا موالين له فما هي المشكلة ان يكون من ضمن هؤء 10 فقط معارضين وهذا اسراء للحياة الديمقراطية داخل الحزب .
وهل تنوون تصعيد الامر مرة اخرى الى رئيس الجمهورية ؟
هذه الخطوة لم نقررها بعد وبناء على التطورات اللاحقة سوف نقرر الخطوة التالية .
وما هي رؤيتك لاسباب ازمة حزب الوفد ؟ وهل هي وليدة اللحظة ام هي تراكمات مراحل ماضية ؟
لابد ان نقر ان الزعامة في الوفد انتهت بعد فؤاد سراج الدين وان من جاء بعده رئيس للحزب وبالقطع فان كل مرحلة لها ايجابيتها وسلبياتها ولكن مما لاشك فيه ان شعبية الحزب في الشارع تراجعت بسبب اضطراب الخطاب السياسي للحزب ممثلا في رئيس الحزب فضلا عن عدم وضوح سياسات الحزب وارى ان الراي العام رافض لرئيس الحزب وليس رافض للحزب نفسه ولكل هذه الاسباب فان القضية بالنسبة لنا قضية كيان وليست قضية اشخاص وبالتالي فعلينا ان نعيد الوفد لمكان الصدارة كما كان .
وهل ترى ان استمرار السيد البدوي في رئاسة الحزب طوال هذه الفترة راجع الى سيطرة المال السياسي بحكم امتلاكه مؤسسات وقنوات اعلامية ؟
انا ضد فكرة خلط المال بالسياسة فرئيس الحزب استطع من خلال مؤسساته التي يمتلكها ان يسخر المال للتاثير على ضعاف النفوس كل هذا يخل بالمنظومة وهي ظاهرة كانت بعيدة عن الوفد وهذا مكمن الخطر .
وما هي حقيقة التسريبات التي اذاعها الاعلامي والباحث عبد الرحيم على والتي توضح علاقة السيد البدوي بالاخوان ؟
للاسف السيد البدوي لم ينكر تلك التسريبات ولكنه انتقدها باعتبارها اسرار شخصية وهو ما يؤكد ان تلك التسريبات صحيحة .
وهل ترى انه في ظل الخلافات الحالية يمكن للوفد ان يستعيد صدارته التي كان عليها ؟
الوفد كان دائما في حالات هبوط وصعود ولكن يظل الوفد دائما في نفوس الشعب المصري فلقد عاد الوفد بقوة بعد طول فترة غياب عن الساحة السايسية وطالما ظل هناك اعضاء وفديين مخلصين مؤمنين برسالة الوفد وحريصين على تلك الامانة فأنا على يقين ان الوفد سيعود بقوة ويسترد مكانته وتواصله مع المواطن .
بعد 25 يناير برزت تيارات ثوريه وشبابية ، فهل ترى ان دور الاحزاب السياسية تراجع بعد ظهور تلك التيارات ؟
ظهور تلك التيارات هو رد فعل طبيعي بعد كل ثورة ولكن مع مرور الوقت لن يتبقى منها إلا القليل واذا كانت هناك تيارات شاركت في ثورة 25 يناير فالوفد ايضا شارك في ثورة 25 يناير و30 يونيو منذ اليوم الاول من خلال قياداته وكوادره وهناك فرق بين التيارات والاحزاب فالاحزاب لها نظامها وبرامجها ورفم وجود ما يقرب من 90 حزب فان معظم تلك الاحزاب لا يشعر بوجودها من خلال لافتات اما الاحزاب التي لها رسالة وطنية فهي القابلة للاستمرار .
وهل ترى ان المناخ الحالي يختلف عن المناخ السائد قبل 25 يناير بالنسبة للحياة الحزبية ؟
لاشك ان المناخ الحالي يختلف تماما عن المناخ الذي كان سائدا قبل 25 يناير فلم تعد هناك قيود مفروضة على الاحزاب واصبح للاحزاب مساحة من الحرية تستطيع من خلالها الانطلاق وكل المطلوب منها الان ان تنشط وتتحرك وتتواصل مع الجماهير .
في ظل وجود طعون كثيرة على قانون الانتخابات هناك من يرى ان الرئيس السيسي لا يريد برلمانا قويا فكيف ؟
لدي قناعة ان الرئيس السيسي حريص على وجود برلمان قوي لديه الخبرة القانونية والتشريعية ويضم كفاءات لان هذا البرلمان يعد اخطر برلمان في الحياة النيابية المصرية ومن هذا المنطلق فمن المصلحة ان لا يصدر القانون إلا بعد تلافي العيوب فيه حتى لا يتم اجراء الانتخابات ثم يتم حله بعد شهرين وبالنسبة لرؤية الاحزاب للقانون فبعضها نابع من ضعف تلك الاحزاب ويريدون ان يلقوا شماعة فشلهم على القانون ولكن في النهاية يجب ان يكون القانون متفق مع الدستور حتى نتلافى اي طعن عليه اما عن رأيي الشخصي فانني افضل النظام الفردي لان رجل الشارع العادي لازال مرتبط بالنائب وليس بالقائمة .
وهل ترى ان ضعف الاحزاب والتكتلات المدنية سوف يعطي الفرصة للتيارات الاسلامية للسيطرة على البرلمان القادم ؟
نتيجة ضعف الاحزاب حدث تشتيت للقوى فهناك احزاب ليس لها تواجد بالشارع وهناك تحالفات اعلن عنها وانتهت الى لا شيئ وحتى هذه اللحظة لا يوجد شيئ على ارض الواقع ولاشك ان هذا سوف يصب في النهاية لصالح التيارات الاسلامية .
ما هي رؤيتك لمطالبة بعض الاحزاب حل الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية كحزب النور ؟
نحن في مدرسة الوفد نشأنا على منهج زعيم الامة مصطفى النحاس والذي كان يرى دائما فصل الدين عن السياسة رغم تدينه ويجب ان تكون هناك قاعدة بفصل الدين عن السياسة وبالنسبة لحزب النور فهو حتى الان حزب شرعي والفيصل في استمراره الدستور والقانون .
الاحكام التي صدرت مؤخرا ضد قادة الاخوان هل ترى انها احكام سياسية ؟وهل انت مع مصالحة تستوعب التيارات التي لم تمارس العنف؟
اي تيار يمارس العنف فهو مرفوض جملة وتفصيلا اما بالنسبة للتيارات المعتدلة فلا مانع من الحوار معها شريطة ان تتخلى عن العنف وعدم اقمام السياسة في الدين وان تكون النوايا صادقة اما بالنسبة للاحكام ضد قادة الاخوان فهي احكام قضائية وليست سياسية لان القاضي الجنائي يضع قاعدة بأن المتهم برئ حتى تثبت ادانته وحكمه قائم على التحقيقات وسماع اقوال الشهود والتي يبني عليه قناعته وبناء عليه يصدر الحكم والقانون وضع ضمانات لعدالة الحكم منها وجود طعن على الحكم .
هناك حالة احباط في الشارع المصري بعد عودة رموز النظام السابق وبعض الممارسات الخاطئة من الامن وزيادة حدة الفقر ، فهل ترى ان شعبية السيسي تراجعت وان مصر مقدمة على ثورة اخرى ؟
لا اعتقد هذا ، فهل يمكن للرئيس خلال عام ان يصلح اخطاء 60 عاما وارى ان شعبية السيسي لا تزال عالية رغم بعض الاخطاء نتيجة عدم وجود وزراء على المستوى عكس رئيس الوزراء الذي يبذل مجهودا جبارا على ارض الواقع وهناك ايضا مشروعات عملاقة كمشروع قناة السويس ويجب ان نقر ان الرجل وطني ولديه من الوعي والذكاء ما يمكنه من تجاوز الازمة وهذا يعطي امل على ان تكون المحاسبة في نهاية مدة رئاسته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *