بعدما فشلت المليشيات التابعة لفيلق القدس بقيادة هادي العامري لتطبيق خطتهم لاحتلال محافظة الانبار عسكريا تحت عنوان مشاركتهم في عمليات تحرير المحافظة وبعد هزيمتهم جراء اشتباكات في منطقتي بيجي والكرمة حيث جعلت أداء هذه القوى تحت هالة من الغموض، وضع النظام الايراني وفيلق القدس في جدول أعمال قادة المجاميع المليشياوية تصعيد أعمال العنف وتوسيع نطاق زعزعة الأمن حيث ترتكب عناصر المليشيات أية جريمة اجتماعية وممارسة مؤامرة بغية الضغط على الحكومة لفرض نواياهم الطائفية ومن أجل الحضور في الجبهات ليصولوا ويجولوا بطلاقة الأيدي في العمليات. ولذلك ومن أجل تطبيق هذا الهدف قام فيلق القدس بذريعة حضور النازحين الكادحين من الانبار في بغداد ممن يبحثون بكل صعوبات ومصائب عن مأوى بتفعيل دورالمليشيات التابعة له بتشغيل موجة من التفجيرات العشوائية في المرافق العامة والمزدحمة في بغداد وضواحيها وكذلك المجازر الطائفية في مختلف مناطق ببغداد وذلك بهدف لفت الانظار اليهم وتوجيه أصابع الاتهام اليهم كعامل أساسي لزعزعة الأمن في العاصمة بغداد.
نفذت مليشيات تابعة لفيلق القدس خلال الايام الماضية تفجيرات عديدة في مختلف مناطق بغداد. انهم يحاولون عن طريق موجة الانفجارات واختلاق البلبلة في مختلف مناطق العاصمة منها المناطق الشيعية توجيه الاتهام واللوم على النازحين والمهجرين من محافظة الانبار والايحاء بأنهم هم المقصرون الرئيسيون في ذلك ومن جانب آخر يريدون بذلك تعزيز معنويات عناصرهم بأنهم مازال بامكانهم زعزعة الأمن والانتقام من أهل السنة. يعد تصعيد الانفجارات من سياسات طائفية لمليشيات تابعة للنظام الإيراني خلال الاسابيع الاخيرة. تم تفجير سيارة مفخخة من قبل مليشيات العصائب في منطقة الكرادة الشيعية ببغداد يوم 2أيار/مايو2015 مما أسفر عن مقتل 6من المواطنين وجرح عشرات منهم. وكانت ميليشيات العصائب تريد بتنفيذ هذه العمليات الايحاء بان داعش وصل الى بغداد تحت غطاء النازحين وهم متورطون في هذه الانفجارات. كما فجرت المليشيات ايضا عبوتين ناسفتين في منطقتي باب الشرجي والحسينية ببغداد للايهام بأن تهديدات جادة تأتي من قبل النازحين.
قامت ميليشيات حزب الله في أواخر شهر إبريل/ نيسان الماضي بشن هجوم مدبر على مركز شرطة التاجي باستخدام موكب من سيارات رسمية وحرروا 5من المعتقلين المجرمين ممن تورطوا في أعمال السرقة والسطو لأموال المواطنين في تكريت. وأظهر هذا الاقتحام كيف تقوم عناصر الحشد الشعبي بتجهيزات رسمية باقتحام المقار والدوائر الأمنية والحكومية في وضح النهار دون قلق وخوف من أي محاسبة ورقابة. ورغم صدور قرار شكلي من وزارة الداخلية بتشكيل لجنة تحقيقات الا انه في جميع الحالات المماثلة لم يتم ملاحقة الميليشيات فعلا.
دخلت ميليشيات العصائب بقيادة المدعو ابوزهراء إلى سجن شرطة الخالص يوم الجمعة 8أ يار/مايو بهدف زيارة احد سجناء العصائب باسم ياسر ثم في خطة مدروسة يقتحم هؤلاء المليشيات مشجب السجن وبعد تسليح سجناء العصائب الأخرين يقتلون عددا من افراد الشرطة ويهربون من السجن. المدعو ياسر هو من قادة العصائب القدامى ومن المقربين لفيلق القدس الايراني وكان مسجونا منذ عام 2009 بسبب قتل 100من مواطني مدينة الخالص. ونسق هؤلاء المليشيات قبل اقتحام سجن الخالص مع غسان المرواح من ضباط استخبارات الجيش ومن عناصر مليشيات العصائب حول النقاط الضرورية.
أعد قادة المليشيات بأمر من فيلق القدس خططا لوصول الميليشيات الى الأسلحة الأمريكية فور تسليمها إلى قطعات الجيش لبيعها في الاسواق السوداء والمناطق الكردية. وتم ايجاز عدد من قادة بدر بارسال عدد من هذه الاسلحة إلى إيران لغرض الاستنساخ والتصميم. كما تقوم عناصر الحشد الشعبي بامحاء علامات وارقام بعض المعدات والتجهيزات العسكرية الامريكية التي قد حصلوا عليها من الجيش العراقي ليتمكنوا من استخدامها في الحرب الطائفية.
دخل عدد من عناصر المليشيات التابعة للعصائب المنطقة الخضراء في أواخر إبريل/نيسان وذلك باستغلال نفوذ هادي العامري وقيس الخزعلي وتعاون بعض العناصرالأمنية المتواجدين هناك حيث تمكنوا بجمع الاسلحة من بعض المراكز العسكرية وتم اخراجها من هناك باستخدام السيارات الحكومية. وأكدت مليشيات العصائب أن هذه العمليات تحمل رسالة سياسية إلى العبادي وان هذه العملية ستستمر في المستقبل بسبب المضايقات المفروضة من جانب العبادي على المليشيات والحشد الشعبي.
في اوائل إبريل/نيسان وبعدما فشلت المليشيات والحشد الشعبي في الدخول في حرب الانبار. قدم فيلق القدس خلال اجتماع مع هادي العامري وقادة المليشيات الآخرين دراسة خطة لانشاء حزام أمني لمحافظة كربلاء. وبايعاز من فيلق القدس روجت دعايات واسعة في الاعلام تؤكد هجوم محتمل من قبل داعش على كربلاء من اتجاه صحراء النخيب حيث الحدود بين محافظتي الانبار وكربلاء. وكانت الغاية منه استقرار عناصر المليشيات والحشد الشعبي في منطقة النخيب وانضمام هذه المنطقة ادارياً إلى محافظة كربلاء. فلذلك قدمت عناصر بدر والعصائب بقيادة هادي العامري وقيس الخزعلي مباشره إلى هذه المنطقة وإستقروا فيها. وكانت خطة فيلق القدس في حال عدم موافقة من قبل العبادي على حضورعناصرالحشد الشعبي في حرب الانبار هؤلاء يفتحون جبهة جديدة للحرب في الانبار من تلك المنطقة. وفشلت اجندة فيلق القدس وهادي العامري بسبب رفض واعتراض العشائر وأهالي الانبار في نطاق واسع حيث اضطروا إلى الانسحاب من هذه المنطقة.