البطل الأندلسي في مواجهة المغامر الأوكراني دنيبرو في “يوروبا ليغ

تتجه أنظار عشاق كرة القدم، الأربعاء 27 مايو/أيار، إلى الاستاد الوطني في العاصمة البولندية وارسو، الذي سيكون مسرحا لنهائي الدوري الأوروبي، بين إشبيلية الإسباني ودنيبرو الأوكراني.
ويحلم كل من الفريق الأندلسي البطل، والأوكراني صاحب المفاجآت المدوية، في تدوين اسمه في تاريخ الدوري الأوروبي بأحرف من ذهب.
 فريق إشبيلية، في حال فوزه، سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأول فريق يحرز اللقب للعام الثاني على التوالي تحت مسماها الجديد، الذي حل مكان اسم “كأس الاتحاد الأوروبي” منذ موسم 2009-2010، علما أن الفريق الأندلسي كان ثاني فريق يحتفظ بلقبها بمسماها القديم عندما عانق الكأس في عامي (2006 و2007) بعد مواطنه ريال مدريد الذي أحرز اللقب عامي (1985 و1986).
وسينفرد إشبيلية بالرقم القياسي، من حيث عدد مرات الفوز بلقب بطل المسابقة برصيد أربع كؤوس، وسيفك بذلك شراكته مع إنتر ميلان ويوفنتوس الإيطاليين، وليفربول الإنكليزي.
بينما يمني فريق دنيبرو من مدينة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، النفس باستكمال مغامرته الطويلة في المسابقة حتى النهاية السعيدة، وتدوين اسمه لأول مرة في التاريخ في السجل الذهبي للمسابقة، ليصبح واحدا من أبطالها، وثالث فريق أوكراني يتوج بلقب أوروبي كبير بعد دينامو كييف، الذي فاز بالكأس الأوروبية للأندية أبطال الكؤوس في عامي (1975 و1986)، وشاختيور دونيتسك الذي أحرز لقب كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) عام 2009 .
ويخوض الفريق الأوكراني أول نهائي له في إحدى المسابقات الأوروبية، ويبقى أفضل إنجاز على المستوى القاري له هو بلوغه الدور ربع النهائي لكأس الأندية الأوروبية البطلة لموسمي (1984-1985) و (1989-1990).
الفريق الأندلسي الأوفر حظا
ويعتبر إشبيلية، تحت قيادة مدربه أوناي إيمري، الأوفر حظا في الفوز في نهائي يوم الأربعاء، وذلك نظرا لأدائه القوي في الدوري المحلي، الذي يحتل فيه المركز الخامس، وفي الدوري الأوروبي الذي لم يخسر في 14 مباراة إلا مرة واحدة، وأحرز خلالها 26 هدفاً.
 مدرب إشبيلية ودنيبرو سابقا .. غير مندهش من بلوغ الأخير نهائي الدوري الأوروبي
ورجح المدرب الإسباني خواندي راموس الذي تولى مسؤولية تدريب كل من دنيبر وأشبيلية في الماضي، كفة الأخير في هذه المباراة.
وقال راموس، الذي درب فرق توتنهام وريال مدريد وتسيسكا موسكو بين فترتيه مع إشبيلية ودنيبرو، إن إشبيلية يتمتع بأفضلية في المستوى على دنيبرو، ولكن الفريق الأوكراني قوي بشكل عام.
وصرح راموس بأنه غير مندهش من تأهل دنيبرو، الذي خرج من تصفيات دوري أبطال أوروبا ي بداية الموسم، إلى نهائي الدوري الأوروبي.
وجاء في تصريحات راموس نشرها موقع الـ “يويفا”: “في الموسم الماضي، حجزنا مقعدا في تصفيات دوري أبطال أوروبا، ولكن الفريق تطور بعدها والآن أرى فريقا قادرا على تحقيق شيء كبير”.
وأضاف الإسباني: “أعرف هؤلاء اللاعبين لذلك لست مندهشا مما يحققونه .. نجاحهم ضروري للنادي وللمدينة ولكرة القدم الأوكرانية بأكملها”.
وكان خواندي راموس مدربا لفريق إشبيلية الفائز بلقب كأس الاتحاد الأوروبي عامي 2006 و2007، كما درب دنيبرو بين عامي 2010 و2014 قبل أن يحل مكانه ماركيفيتش.
مدرب إشبيلية الحالي: أنا فخور للغاية بهذا الفريق
وقال أوناي إيمري، عقب الفوز على ملقا (3-2) يوم السبت الماضي، في المرحلة الأخيرة لليغا: “يجب أن نكون فخورين للغاية بموسمنا، كنا ممتازين في الالتزام والأداء. إنني فخور للغاية بهذا الفريق”.
 وأضاف مدرب الفريق الأندلسي: “الآن نحن بحاجة لتكليل جهودنا بإحراز لقب الدوري الأوروبي مجددا. نعرف أن المهمة لن تكون سهلة، ولكنني واثق من أننا سنؤدي بالجهد والحماس اللازمين”.
وتولى أوناي إيمري (43 عاما) مهمة تدريب فريق فالنسيا لأربعة أعوام، ثم رحل عنه في يونيو/ حزيران 2012، لتدريب سبارتاك موسكو الروسي، لكنه أقيل قبل نهاية العام نفسه بسبب سلسلة من النتائج المتواضعة.
وحل إيمري مكان ميتشيل الذي أقيل من منصب المدير الفني لإشبيلية، وقاد الفريق الأندلسي إلى احتلال المركز الخامس في الدوري الإسباني، والتتويج بلقب الدوري الأوروبي في مايو/أيار من العام الماضي، على حساب بنفيكا البرتغالي بفوزه عليه بركلات الترجيح في النهائي.
ويأمل المدرب الإسباني أن يكتب نهاية جيدة لمشواره مع إشبيلية، حيث ترددت تقارير أنه في طريقه إلى تدريب ميلان الإيطالي.
طريق دنيبرو لم يكن مفروشا بالورود
بينما في المقابل، كان طريق دنيبرو، الذي لعب مبارياته في العاصمة كييف بسبب الأوضاع في أوكرانيا، إلى النهائي أكثر صعوبة، إذ فاز الفريق الأوكراني في 7 مباريات فقط من أصل 16 مباراة قبل وصوله إلى النهائي، وذلك بعد خروجه من الدور الثالث التمهيدي لدوري ابطال أوروبا، على يد فريق كوبنهاغن الدنماركي.
 فقد حل في المركز الثاني في المجموعة السادسة، برصيد 7 نقاط، من فوزين وتعادل واحد مقابل ثلاث هزائم، وتأهل إلى الدور الـ 32 برفقة فريق إنتر ميلان الإيطالي المتصدر.
ونجح فريق دنيبرو في تخطي عقبة أولمبياكوس اليوناني بفوزه عليه ذهابا بهدفين نظيفين، قبل أن يفرض التعادل عليه (2-2) إيابا، ومن ثم فجر مفاجأة من العيار الثقيل بإقصائه أياكس أمستردام الهولندي العريق من دور الـ 16، بتغلبه عليه ذهابا في العاصمة كييف بهدف نظيف، وخسر إيابا خارج أرضه (1-2) واستفاد من قاعدة الهدف المسجل على أرض الخصم. ومن ثم أقصى فريق كلوب بروج البلجيكي من الدور ربع النهائي بتعادله معه في عقر داره من دون أهداف قبل أن يفوز عليه إيابا بهدف نظيف. ومن ثم فجر الفريق الأوكراني واحدة من أكبر المفاجآت في المسابقة بإطاحته بمنافسه نابولي الإيطالي، الذي كان واحدا من أبرز المرشحين للتتويج باللقب، من الدور نصف النهائي، بتعادله معه على أرضه بهدف لمثله قبل أن يتغلب عليه في مباراة الإياب بهدف وحيد.
مدرب دنيبرو: إشبيلية من بين أفضل 10 أندية أوروبية    
ويحلم الفريق الأوكراني تحت قيادة مدربه المخضرم ميرون ماركيفيتش (64 عاما)، الذي قاد فريقه لبلوغ أول نهائي على المستوى القاري، في استكمال المفاجآت والمشوار والفوز باللقب.
 وقال ماركيفيتش: “لقد درسنا مباريات إشبيلية في البطولة المحلية والدوري الأوروبي. فريقهم قوي وأعتبره من بين أفضل 10 أندية أوروبية”.
وتولى لاعب خط الوسط السابق ماركيفيتش تدريب دنيبرو منذ مايو/أيار 2014، بعد مسيرة تدريبية طويلة مع عدة فرق أوكرانية، حيث قضى فترات مع كارباتي لفيف وتسعة أعوام في تدريب ميتاليست خاركيف.
كذلك أشرف فترة قصيرة على تدريب المنتخب الأوكراني حيث تولى مسؤولية الفريق في فبراير/ شباط 2010 واستقال في أغسطس/ آب من العام نفسه.
ولكن المدرب ماركيفيتش قد يفتقد لخدمات مهاجمه يفغيني سيليزنيوف، المتوج باللقب مع شاختار عام 2009، صاحب هدفي فريقه في مرمى نابولي في الدور قبل النهائي، إذ يعاني من إصابة في ركبته.
هداف دنيبرو: هذا الفريق فريد من نوعه
وقال سيليزنيوف: “هذا الفريق فريد من نوعه. نملك مشجعين رائعين ومدينة دنيبروبتروفسك تعشق كرة القدم. نحن نلعب معا منذ فترة ولطالما تمتعنا بروح جماعية رائعة. أعتقد أن سبب نجاحنا يعود إلى هذا الأمر”.
وأضاف هداف دنيبرو: “احتجت لثلاثة أو أربعة اعوام من أجل أن أدرك أهمية الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي (عام 2009). لم اقدر حينها أهمية الفوز بالنسبة لمدينة دونيتسك وشاختيور. الفوز بكأس أوروبية كان هاما للغاية حينها وما زال كذلك الآن”.
بينما تبدو تشكيلة إشبيلية خالية من الاصابات باستثناء الأرجنتيني نيكولاس باريخا والأوروغوياني سيباستيان كريستوفورو الغائبين لفترة طويلة، إذ عاد إلى التشكيلة الفرنسي تيموثي كولوجيتساك وفيتولو وخاضا مواجهة ملقا (3-2) السبت الماضي، بعد تعافيهما من الإصابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *