على هامش أعمال الدورة الـ 42 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن القوة العربية المرتقبة ستكون مستعدة للتدخل بأي مكان.
العربي أوضح أن جميع الدول العربية متحمسة لتشكيل القوة المشتركة، باعتبارها حلما كان العرب يفكرون به منذ ما يزيد على 70 عاما، مشيرا إلى أن المشاورات مستمرة لإتمام موضوع القوة المشتركة وسط تأييد شامل. ولكنه لم يرد على سؤال بشأن إمكانية استخدام هذه القوة في العراق.
لقد جرى الحديث عن تشكيل هذه القوة في القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية، وبشكل متزامن مع تفاقم الأزمة اليمنية وتشكيل الحلف الذي تقوده السعودية في اليمن.
تساؤلات كثيرة تدور حول هذه “القوة العربية”، وخاصة بعد أن أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أنها على استعداد للتدخل في أي مكان. فما معنى “أي مكان”، وهل ستتدخل في سوريا وليبيا والعراق واليمن؟ وما هي آليات هذا التدخل وتطابقها مع القانون الدولي وقوانين كل دولة على حدة؟
في تصريحات سابقة، أكد الأمين العام للجامعة العربية أن اجتماع قادة أركان الجيوش العربية في القاهرة قد أقر بالفعل آليات تشكيل قوة عربية مشتركة تمهيدا للموافقة على البروتوكول الخاص بها. وتمت إحالة الأمر إلى الحكومات العربية للنظر فيها وإبداء الملاحظات قبل اعتمادها من رئاسة القمة العربية وعرضها لاحقا على مجلس الدفاع العربي المشترك.
البروتوكول ينص على عقد اجتماع في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام مع تعيين قائد عام للقوة لمدة عامين وآخر ميداني لكل مهمة. كما يحدد هذا البروتوكول مهمات القوة العسكرية المشتركة، ومنها التدخل السريع لمواجهة التحديات والتهديدات بالإضافة إلى المشاركة في عمليات حفظ السلام وتأمين عمليات الإغاثة وتأمين خطوط المواصلات البحرية. ويترك ما تم التوافق بشأنه الباب مفتوحا أمام كل دولة عضو في الجامعة العربية للمشاركة في القوة المشتركة، إضافة إلى تحديد نسبة المساهمة المالية لكل دولة وفق ما يحدده المجلس الأعلى للدفاع.
هذه المهمات التي تكفي لتشكيل حلف دولي ضخم، أصبحت هدفا لتساؤلات أخرى تتعلق بتوقيت تشكيل هذه القوة. فلماذا تشكلت فقط في الوقت الراهن، على الرغم من أن ظروفا وأحداثا كثيرة مرت طوال الـ 70 عاما الماضية كانت تتطلب هذه القوة وتحتاج إليها؟! ومن الذي سيحدد طبيعة التهديدات والتحديات ودرجة خطورتها؟
هناك تساؤلات أخرى تتعلق بطبيعة تركيبة هذه القوة وعلاقتها بقوى وأحلاف أخرى. إذ من غير المعقول تشكيل قوة بهذا الحجم وبتلك الآليات من دون التعاون أو الاتصال مع قوى أخرى أو أحلاف شبيهة، خاصة وأن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمثلان ساحة نفوذ لجميع القوى الكبرى تقريبا. وإذا شئنا الدقة، فهناك تساؤلات بشأن علاقة هذه “القوة العربية” بالولايات المتحدة وبحلف شمال الأطلسي. فهل سيتم استخدام هذه القوة كبديل للتدخل الخارجي (الغربي تحديدا) في شؤون دول المنطقة؟ وهل ستقوم بمهمات أخرى في أماكن أخرى وفقا لتحالفاتها مع هذا الطرف أو ذاك؟ وهل هذه القوة ستوفر على الولايات المتحدة وحلف الناتو الكثير من الخسائر في الأرواح والأموال. أي أنها ستقوم بنفس المهمات التي كان الناتو أو الولايات المتحدة يقومان بها ويفقدان بسببها الكثير من أرواح مواطنيهم وجنودهم. كما أن هذه “القوة العربية” ستصبح أحد أهم مستخدمي السلاح الغربي، نظرا للمهمات المطروحة عليها نظريا. ما يعني أن الغرب سيحافظ على حياة جنوده ومواطنيه، وسيضمن توريد أسلحته بكميات هائلة، وسيقيم حائط صد ضد أي وجود إيراني في المنطقة، حتى وإن تم تطبيع العلاقات بين إيران والدول الغربية. فمن المهم أن يتعامل الغرب مع إيران ودول الخليج كل على حدة.