كشفت صحيفة “الوطن” الجزائرية الصادرة اليوم الجمعة، أن قادة بارزين في تنظيم “جند الخلافة في الجزائر” الذي يتبع لتنظيم “داعش”، دخلوا في اتصال مع السلطات الأمنية بهدف تسليم أنفسهم. وتعرضت الجماعة المسلحة، نهاية 2014، لضربة قاصمة بمقتل قائدها عبدالمالك قوري (خالد أبو سليمان)، بعد بضعة أشهر من ظهورها إلى الوجود.
وقالت الصحيفة الناطقة بالفرنسية، إن الأمر يتعلق “بحسب مصادر أمنية، بعناصر بارزة في الإرهاب، ذكرت من بينهم عبدالجليل راوي المعروف حركياً بأبو عدنان”. وينحدر الإرهابي، حسب الصحيفة، من بومرداس (50 كلم شرق العاصمة)، أهم معاقل الجماعات الإرهابية. وأوضحت الصحيفة المعروفة بخطها المعارض للحكومة، أن “أبو عدنان” يجري البحث عنه من طرف قوات الأمن منذ سنوات، مشيرة إلى أنه كان، في وقت سابق، مساعداً لزعيم تنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”، مكلفاً بالتسليح.
وفقد “الجند” غالبية عناصره في حملة عسكرية كبيرة، قادها الجيش ضد مواقعه بالبويرة (100 كلم شرق العاصمة) الأسبوع الماضي. وكانت أول وآخر عملية إرهابية نفذها التنظيم، خطف وقتل رعية فرنسي بالبويرة في سبتمبر الماضي.
من جهة أخرى، كتبت “الوطن” أن “الانقسامات في القاعدة المغاربية انتقلت من الجبال (معاقلها) إلى السجون”، وهي تقصد مئات المساجين الذين أدانهم القضاء بتهم الإرهاب بسبب انتمائهم للتنظيم. وقالت الصحيفة بهذا الخصوص: “اختار العشرات من المساجين الطلاق مع القاعدة، والتحقوا سراً بداعش، وبلغ الأمر حد استخلاف قادة القاعدة في السجون بقادة جدد موالين للتنظيم”.
وأضافت: “منذ حوالي ثمانية أشهر كان غالبية المساجين المدانين في قضايا إرهاب أنصاراً للقاعدة، وقد لاحظ حراس السجون أن انشقاقاً بدأ في صفوف المساجين بالمؤسسات العقابية وسط البلاد نهاية 2014، وبناء على ذلك فتحت مصالح الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب تحقيقاً تناول في بداية الحملة التي يقودها بعض المساجين لحشد التأييد لداعش”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني أن إدارة السجون التي تتبع لوزارة العدل، اضطرت منذ ثلاثة أشهر إلى إجراء تحويل جماعي للمساجين بغرض تفريقهم بين سجون الشرق والغرب والوسط. وتم استهداف بعض الرؤوس التي أظهرت ولاءها لقائد التنظيم أبو بكر البغدادي. وجرت حملة التحويلات بناء على طلب من “المديرية المركزية لأمن الجيش” بوزارة الدفاع. واستعادت هذه المديرية، منذ 2013، جزءا من صلاحيات “مديرية الاستعلام والأمن” (نفس الوزارة)، المتعلقة بمحاربة الإرهاب.
وذكرت الصحيفة أن الأشخاص الذين يقضون عقوبة السجن بتهمة الإرهاب في مؤسسة البرواقية العقابية (100 كلم جنوب العاصمة)، اختاروا زعيماً لهم بعد أن جهر بولائه للبغدادي. وحتى تقطع سلطات السجن الطريق أمام تشكيل خلايا إرهابية جديدة، وضعته في زنزانة معزولة، لتمنعه أيضاً من التواصل مع بقية المساجين.
كذلك لفتت إلى أن “مصالح الأمن تتخوف من احتمال تنظيم هروبي جماعي لهؤلاء المساجين، وحدوث تمرد”.
يشار إلى أن أكبر تمرد للمساجين الضالعين في الإرهاب كان عام 1994 بسجن “تازولت” بباتنة (450 كلم شرق العاصمة)، الموروث عن الاستعمار الفرنسي، ففي أعقاب تمرد خطير هرب 1000 سجين، غالبيتهم التحقوا بـ”الجماعة الإسلامية المسلحة” حديثة النشأة آنذاك، والكثير منهم قتل في مواجهات مع الجيش. كما تقول السلطات إن سجن “سركاجي”، بقلب العاصمة، شهد محاولة هروب جماعي لمساجين الإرهاب في 1995، وعرفت الحادثة مقتل 90 سجيناً برصاص قوات الأمن.