ان التطرف الديني في إيران مدمر تماما مثلما هو في داعش ، رغم ذلك أن الولايات المتحدة سمحت له بسرعة ان يحكم على البلاد.
ان العراق يحترق، وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها التحالف ضد داعش ، ومنذ أن فقدت الحكومة السيطرة على مساحات واسعة من أراضيها في يونيو حزيران الماضي فقد طرأ تحسن بسيط.
الفوضى والإرهاب والفساد والاعتداء المنهجي لحقوق الإنسان هي تشكل سمة الحياة اليومية في العراق. ينفذ تقريبا أكبر عدد من اعدام الناس في العالم، بعد الصين وإيران فقط. النساء يتعرضن باستمرار للاغتصاب والعنف.
الأزمة الحالية، والتي توسعت من اطارها لسنوات تحت الحكم الطائفي لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، هي إلى حد كبير ناتج للسياسة الخاطئة للولايات المتحدة بعد غزو العراق . فان الصراع الدائر في الوقت الحاضر في العراق قد يتحول الان إلى تهديد عالمي هائل.
أكبر خطأ ارتكبته الولايات المتحدة هو التخلي عن نظام ما بعد الحرب الناشئة في العراق، وتسليمها إلى العملاء والمرتزقة التابعين للنظام الإيراني مما مكن الملالي من تحقيق سياستهم القديمة منذ ثلاثة عقود وتصدير مايسمى بـ ‘الثورة الإسلامية ‘ دستوريا، وان تصدير الأصولية الإسلامية من إيران هوالتزام السياسة الخارجية الشاملة لفيلق الحرس الثوري وذراعه خارج الحدود الإقليمية لها، وهو قوة القدس، لديها ولاية لتنفيذ هذا الهدف الأساسي على مدى العقد الماضي، فإن النظام الإيراني وسع سيطرته في العراق من خلال إنشاء وتعزيز الميليشيات الشيعية واحتجازهم السيطرة المحلية، وتسلل المقاتلين والجماعات العراقية الموالية لإيران في المناصب الرئيسية في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والهياكل الاقتصادية في العراق. وقد تمكنوا من تحقيق كل هذا وبنفس الوقت خداع الولايات المتحدة التي كانت تشارك في الحرب المقابلة والمتبادلة ضد الإرهاب.
واشتعلت الهيمنة الإيرانية في العراق من خلال انسحاب القوات الامريكية، مع إهمال أوباما المذهل من النفوذ الإيراني. فضلا عن ذلك ، أثار نوري المالكي غضبا واسع النطاق بين الطائفة السنية خلال رئاسته للوزراء، من خلال قمعهم بعنف وإجبار قادتهم إلى المنفى.
وهذا هو الموقف فماذا على الولايات المتحدة أن تفعل؟ بعد ثلاثة أشهر من الغارات الجوية وفي غياب قوة مقاتلة يمكن الاعتماد عليها على الأرض فقد حقق التحالف مكاسب قليلة. فشلت واشنطن وبغداد لتنظيم العشائر والعراقيين السنة الذين لديهم سوابق في محاربة تنظيم القاعدة. الغالبية العظمى من السنة والعشائر العراقية الذين قاتلوا ضد المالكي حتى قبل بضعة أشهرالان ليس لديهم نشاط في الساحة، و بعض منهم تم تجنيدهم من قبل داعش .
لسنة ببساطة ليس لديهم دافع ليصبحوا جنودا للحكومة التي لا تزال تتأثر بشكل كبير من قبل الملالي .
وهناك حل للأزمة غير انه بعيد عن متناول اليد دون المشاركة الفعالة والكاملة من قبل السنة والقوات العشائرية في إعادة تشكيل العملية السياسية .
ينبغي أن تتضمن هذه السياسة الجديدة والنشطة، وقفة صارمة أمام النفوذ الإيراني في العراق وطرد وكلائه العبثيين والميليشيات الشيعية، الذين كان هدفهم الرئيسي اثارة الحساسيات الطائفية والعدائية.
ان الغرب يحتاج إلى استجابة أكثر شمولا بكثير من مجرد غارات جوية لهزيمة داعش كهدف رئيسي . وينبغي أن تستند على بديل فكري وديني قادر على أن يشكل تحديا استراتيجيا لرؤية داعش المتطرفة والعنيفة والرجعية عن الاسلام.
الدعم الأمريكي لإسلام متسامح وديمقراطي ينسجم مع السكان الأصليين لمنطقة الشرق الأوسط سوف يكون مفيدا في تجفيف أرضية خصبة للأصولية، سواء في شكله السنة داعش أو نسختها الشيعية المتمثلة في النظام الإيراني ومرتزقته القاسية القلوب و هذا هو السبيل الوحيد لإيجاد حل سلمي و على الولايات المتحدة أن توجه منحاها نحو ذلك .