رحب الكاتب الكويتى أحمد الجارالله، رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية، فى مقاله بعدد الصحيفة غدًا، الأحد، بزيارة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى لبلاده بعد غد، الاثنين، كما رحب بالمواقف التاريخية، التى اتخذها ملايين المصريين الذين اختاروا السيسى زعيما لمرحلة المواجهة مع وحش الإرهاب، معتبرا أن 30 يونيو ثورة عربية سلمية.
وفيما يلى نص المقال: أهلا بك سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الكويت، بل أهلا بك فى كل الخليج، فكل دولة فى »مجلس التعاون« هى بوابة الخليج كله. وأنت تحل ضيفا على أهلك وإخوتك الذين يبادلون مصر وشعبها المحبة والمصير الواحد والتلاحم فى مواجهة الملفات. عندما نرحب بك فى بلادنا، فنحن نرحب بالمواقف التاريخية التى اتخذها ملايين المصريين، الذين اختاروك زعيما لمرحلة المواجهة مع وحش الإرهاب الذى كان يسعى إلى تفكيك العالم العربى، بدءا من مصر، ومرورا بالخليج حتى يصل الى أهدافه الستراتيجية، وهى تمزيق هذه الأمة وردها الى قرون الظلام وحروب العبث. ففى 30 يونيو لم تثر مصر وحدها على الدمل السرطانى المسمى »الإخوان«، بل كانت ثورة عربية سلمية أزالت مرضا عانت منه الأمة لعقود، وكاد يستفحل، لولا تلبية النداء الشعبى العظيم الذى منه اجترحت معجزة درء مفسدة القتل والتشريد، التى أغرقت سوريا والعراق وليبيا واليمن، وكانت تحاول شق طريقها إلى بقية العالم العربى. انحياز الجيش المصرى، وقتذاك، إلى بيئته وحاضنته، ومصدر قوته، عبر عن صواب الرؤية التى يتمتع بها خير أجناد الأرض، الذين أنت أحدهم، فكان انتخابك رئيسا، رغم ترددك فى قبول المهمة الصعبة، بداية لتاريخ مصرى جديد، ها نحن اليوم نشاهد أولى بشائره بسلسلة المشاريع الانمائية الكبيرة التى يرويها المصريون بعرق الكفاح من أجل غد أساسه الرخاء، وعودة مصر ملهمة التقدم فى العالم العربى. فى غضون أشهر قليلة، رأينا الفارق بين العافية والعزم على التقدم وفرض الاستقرار، وبين ما كان يفعله السرطانيون الذين تعاونوا مع الشيطان لفرض رغباتهم على ملايين المصريين والعرب، هؤلاء الذين تلونوا بكل ألوان الإرهاب، مرة »قاعدة« وأخرى »حماس« وثالثة تنظيم »الإخوان« المسلح، وبعدها »النصرة« و»داعش«، و»أنصار بيت المقدس«.. هؤلاء تعاونوا مع إبليس حتى يصلوا إلى هدفهم، وهو تدمير مصر والعراق والسعودية والبحرين، والإمارات و.. كل العالم العربى. من يأخذ على عاتقه مسؤولية التصدى لمشروع تدميرى كبير كهذا، لاشك أنه يتمتع بقدرة كبيرة على تذليل الصعاب وقهر المستحيل، ولذلك عندما ترددت فى قبول التكليف الشعبى كنت تخضع ذاتك لأصعب الامتحانات، وهو جعل نواياك الحسنة أساسا للتعامل مع الملف الشائك، والتوفيق بين متطلبات شعبك وحقوق أمتك فى الاستقرار، فلا تمل لا شرقا ولا غربا، إنما تبقى المصرى العربى المؤتمن على أحلام الناس وأمنياتها، ولأن حسب نياتكم ترزقون، كان هذا الإقدام، الذى يلبى طموحات شعبك، ونأمل أن يسعفك الزمن فى ذلك، لأنك تحمل سيفه وأنت من يقطع به، ولذا سيسعفك إصرارك على النجاح بإذن الله. سيادة الرئيس، نأمل أن يبقى وهج التعاون بين مصر وشقيقاتها الخليجيات مشعا بالفعل والعمل والتفاهم، فمصر تستأهل منا كل خير، ونحن نستأهل منها الخير كله، خصوصا إذا كان ذلك فى التكامل والتعاون بين المال والخبرة، وبين النوايا الحسنة والمثابرة وبناء الثقة التى لم تكن سابقا بهذا النقاء التى هى عليه اليوم. مصر بلد واعد استثماريا، وهى اليوم أمام فرصة تاريخية، والفرص لا تتكرر، فكيف إذا كانت تسعى إلى تلقف هذه الفرصة بقيادة رجل قدم مصلحة وطنه على كل أمر آخر، رجل يقودها إلى الخير، رجل هو وجه خير لا وجه بؤس ودمار، رجل يجعل مقولة »أن الأمم ينهض بها رجل واحد« حقيقة ملموسة نعايشها معك. سيادة الرئيس