لايخفي على المطلعين و الملمين بالشأن الايراني، أن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد إتبع خلال العقود الثلاثة المنصرمة سياسة تقوم على عدة أسس و رکائز لکنها تعتمد و بشکل أساسي و رئيسي على تهميش و إقصاء المقاومة الايرانية و ضرب جدار من العزلة على الشعب الايراني، وقد جعل من دعم المقاومة الايرانية او الشعب الايراني خطا أحمرا وبسبب ذلك منح نفسه الحق لإتباع نهجا قمعيا إستثنائيا ضد الشعب الايراني وبالاخص ضد من ي?يد او يتعاطف مع المقاومة الايرانية حيث يتم معاقبته بالموت.
أعوام صعبة و بالغة القسوة قد مرت و تمر بالشعب الايراني حيث وصل به الحال الى أسوءه و صار الفقر و المجاعة و الب?س و الحرمان علامات بارزة في إيران کما أن مظاهر الموت و الاعدام و التعذيب و السجون و الاغتيالات قد صارت مشاهد مألوفة في إيران، وفي ظل هکذا أجواء بوليسية و إستبدادية لنظام جعل من القمع أساسا لبقائه، خاضت المقاومة الايرانية نضالا مريرا ضد هذا النظام شهد الاعداء له قبل الاصدقاء، حيث انها وفي ظل أوضاع بالغة الصعوبة و ظروفا قاهرة جدا شقت طريقها ببسالة ولم تستکين ولو للحظة واحدة او تستلم أمام عنف و قسوة و إستبداد النظام، وهذا ماجعلها مصدر فخر و إعتزاز للشعب الايراني و نموذجا و قدوة لشعوب العالم.
المقاومة الايرانية التي کسرت و حطمت جدار الصمت و العزلة المفروضة على الشعب الايراني و نجحت في إيصال صوته و مايجيش في خاطره الى أسماع المجتمع الدولي، وبعد أن کان هذا النظام يذبح و يقتل و يصفي أبناء الشعب الايراني بعيدا عن الاضواء و عن أنظار العالم، قامت المقاومة الايرانية بکشف و فضح جرائمه و مجازره التي ينفذها ضد هذا الشعب و تمکنت شبکات منظمة مجاهدي خلق(أهم و أکبر فصيل في المقاومة الايرانية)، من الحصول على المعلومات الخاصة بإعتقال و تعذيب و إعدام أبناء الشعب الايراني، کما نجحت أيضا في الحصول على معلومات دقيقة عن الجانب العسکري المشبوه من برنامجه النووي، وبفضل هذه الشبکات الشجاعة و الجريئة صار العالم على إطلاع و تواصل مع آلام و معاناة الشعب الايراني مثلما صار على بينة کاملة أيضا بشأن الجرائم و المجازر اللاإنسانية التي يرتکبها هذا النظام.
المقاومة الايرانية و من خلال نضال ثلاثة عقود ضد الاستبداد الديني، تمکنت بفضل حنکة و دراية زعيمتها البارزة و قائدة الشعب الايراني للتغيير و الحرية، السيدة مريم رجوي، من إلتزام نهج سياسي ـ إعلامي ـ فکري متعدد الجوانب هدفه فضح الممارسات و المخططات الاجرامية للنظام بحق الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم، ولاسيما في إقامة التجمع السنوي الدولي الکبير في حزيران من کل عام من أجل دعم المقاومة الايرانية و الشعب الايراني و کشف و فضح جرائم و ممارسات و مخططات النظام، وان هذا التجمع الذي لعب خلال الاعوام الماضية دورا کبيرا و بارزا في تعريف العالم کله بحقيقة النظام القائم في إيران و عدوانيته المفرطة، سوف يقام في 13 من حزيران الجاري في باريس، ومن المنتظر وکما هو معروف، أن تحضره حشود تقدر بأکثر من مائة ألفا من الايرانيين من مختلف دول العالم بالاضافة الى مئات الشخصيات السياسية و الثقافية و الاعلامية و الفکرية و الفنية من مختلف أرجاء العالم، وسوف يکون تجمع هذه السنة مناسبة فريدة من نوعها لإدانة و شجب النظام القائم في إيران و المساهمة بعزله و إبعاده أکثر عن المجتمع الدولي.