إن مشاركة الإيرانيين وأنصار المقاومة الإيرانية في مختلف بلدان العالم في تجمع العام الجاري بمدينة «فيلبنت» بباريس، تعتبر جزءا من حملة تحرير الشعب الإيراني من أيدي نظام الملالي المشؤوم. كما إن التجمع الذي سينعقد في 13حزيران/يونيو بمدينة «فيلبنت» الباريسية، يعد جزءا من حملة إسقاط نظام الملالي اللاإنساني. وكل من يشارك هذا المؤتمر السنوي وهم ممثلو الأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني. وإنه سنحت لهم فرصة ليخوضوا الحملة بعيدين عن حكم نظام الملالي اللاإنساني.
وبدورنا نشكر كافة أعزاء بدأوا تمهيدات إقامة الحملة الكبيرة في أرجاء العالم.
سؤال: السيد «محدثين»، من فضلك اشرح لنا حول ظروف خاصة نقيم فيها التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس و ما الفرق بين هذا التجمع والتجمعات التي عقدت في السنوات الماضية؟
السيد «محدثين»:
ما يمتاز به تجمع العام الجاري مقارنة بالسنوات الماضية هو ظروف سياسية يعيشها شعبنا والمقاومة الإيرانية من جهة والوضع المتأزم للنظام الإيراني من جهة أخرى. وما يمتاز به هذا التجمع والحملة الكبيرة التي نشاهدها في 13حزيران/يونيو العام الجاري هو أن بلدنا يعيش وضعا ثوريا مفعما وفترة متأزمة. وإذا ألقينا نظرة في تأريخ الثورات والشعوب فإننا نعرف أن الظروف المتأزمة لأي بلد، تحسم كل الأمور. بمعنى أن كل نشاطات ومحاولات وإجراءات تتخذها القوى الشعبية والجبهة الشعبية، تعتبر حاسمة للغاية مقارنة بظروف لا توجد فيها أي حركة ثورية ورائدة.
وبشأن الموضوع هناك أمثلة عديدة في التأريخ. على سبيل المثال كانت فترة الثورة المضادة للملكية، فترة كانت فيها الحكومة تعيش وضعا متأزما بحيث أن الشعب الإيراني كان على استعداد للنزول إلى الشوارع من أجل إقامة مظاهرات واسعة. إذًا فإن مثل هذه الظروف يعد مرحلة حاسمة. في مثل هذه الظروف كل إجراء تتخذها الحركة الثورية الرائدة يعد إجراءا حاسما. وكلما كان هذا العمل أقوى وأوسع فلاشك أنه يؤدي دورا قويا في تقويم الظروف وتنظيم الحركة الثورية. والآن نعود قليلا إلى الماضي. وعلى سبيل المثال كانت إيران تمر بأي ظروف أثناء الحرب العالمية الثانية في عام 1941؟
وكان آنذاك يمر 20 سنة من حكومة الشاه رضا التي كانت تتعامل مع الشعب الإيراني بالحديد والنار وتقمع القوى السياسية وتبعدهم إلى المنفى بطرق مختلفة. وحقيقة أن الحرب العالمية الثانية قد خلقت ظروف متأزمة بمعنى أن حكومة الملك رضا أصبحت لا تطاق حتى من قبل الغرب وبريطانيا كونهم ربوا ذلك الشاه للسلطة. فلذلك إنهم أرغموا الشاه رضا على مغادرة إيران ومن ثم استبدلوه بابنه. فلم تكن آنذاك تبقى إمكانية تحشيد القوى في السلطة الدكتاتورية. فلذلك تمكنت قوى رائدة تقدمية وطنية من أداء دور حاسم في تلك الحقبة الزمنية. ومن البديهي أن تلك الظروف تتفاوت تماما مع الظروف الحالية لأنه لم تكن آنذاك حركة رائدة تماثل بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية أو المقاومة الإيرانية. فلهذا السبب مضى وقت طويل منذ إيلول/سبتمبر 1941 حتى أيار/مايو 1951 لتأتي حكومة الدكتور مصدق إلى سدة الحكم. وفي تلك الفترة الزمنية قد ظهرت حركات تقدمية وطنية.
أما بالنسبة للمجتمع الإيراني وبسبب أزمات تعاني منها الدكتاتورية الحاكمة في إيران (بغض النظر عن أنها هي التي خلقت هذه الأزمات) فإننا نواجه اليوم ظروف متقلبة. وعلى سبيل المثال منذ العام المضى حتى اليوم حدثت تطورات عدة في المجال السياسي. إن النظام الإيراني غارق في الأزمة النووية ووقع في مأزق لا يمكنه أن يخرج منه. وتارة يخطو خطوة تجاه تجرع كأس السم النووي وتارة أخرى يظهر الولي الفقيه العاجز في الساحة وينسحب من تصريحاته السابقة. وسياسته هي «خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء».
إن هذا الوضع يظهر أن النظام الإيراني غارق في الأزمات ولا يمكنه أن يدخل ظروفا ويخرجها صحيحا. إن هذا الوضع هو تجسيد فترة إسقاط النظام الإيراني ويسبب في افتعال أزمات أكبر ضد النظام الإيراني. وتجدر الإشارة إلى أنه قد تغيرت ظروف العراق الذي كان ميدانيا لصولات وجولات النظام الإيراني بحيث أن النظام كان قد سيطر على الحكومة العراقية من خلال نوري المالكي لكن الظروف لم تعد مستقرة بالنسبة للنظام الإيراني منذ حزيران/يونيو العام المنصرم بما أن المالكي كونه عميل للولي الفقيه الخامنئي وحلقة لفرض هيمنة الخامنئي في العراق، قد سقط. والآن يسعى نظام الملالي إلى إملاء فراغ المالكي عن طريق الميليشيات الشيعية المجرمة. ويذكر أن هذا النظام قد شوه عنوان الشيعة البتة. لكن قوة القدس التابعة للنظام الإيراني وقاسم سليماني وسائر المرتزقين لهذا النظام قد تلقوا هزيمة نكراء في مدينة تكريت. وفيما يخص الأزمة اليمنية، أعلن النظام الإيراني رسميا قائلا: إننا نحكم على 4عواصم عربية وهي بغداد ودمشق واليمن وبيروت.
وحقيقة أن نظام الملالي ومنذ عام 1988 الميلادي أي عقب وقف اطلاق النار في الحرب الإيرانية العراقية وبسبب ظروف إقليمية دولية ناجمة عن تداعيات حرب الكويت وحرب أفغانستان وحرب العراق من جديد في عام 2003، قد أفسح مجالا أمامه ليصول ويجول في المنطقة. وفي هذه الفترة لم يكن أحد موجودا في الميدان سوى الشعوب المضطهدة العزل للمنطقة.
وكانت آنذاك منظمة ثورية منسجمة اسمها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لكنها قد تم تجريدها عن الأسلحة. لكن العام في اليمن شكّل لأول مرة تحالف اقليمي ولا تحالف دولي وهو يتصدى لنظام الملالي. إن هذا التحالف قد هزم النظام الإيراني في اليمن. فيمكننا أن ندرك ردود أفعال غاضبة لهذا النظام من خلال تصريحات قادته.
إن ما ذكرناه هو جزء من سلسلة تطورات الأحداث في غضون العام المنصرم. وكل تلك التطورات افتعلت أزمة للنظام الإيراني تجاه تصدير الإرهاب وسيطرته على المنطقة ومشروعه النووي حيث انعكست تداعيات في المنطقة وداخل النظام الإيراني نفسه. ومن جملة هذه التداعيات يمكن الإشارة إلى صراع العقارب في داخل النظام والذي بات في اتساع متزايد. ومن زاوية أخرى وصل غليان السخط الشعبي تجاه ممارسات القمع في المجتمع الإيراني إلى حالة انفجارية. على سبيل النموذج يمكن الإشارة إلى الأزمة الاقتصادية للنظام الإيراني. كما إنه وعلى الرغم من فرض ممارسات قمعية وخلق أجواء الخناق لكننا نشاهد حركة جديرة بالتقدير نظمها المعلمون الإيرانيون المسحوقون في 31 محافظة إيرانية. إن هؤلاء المعلمين الذين تدفقوا في الشوارع بشكل واسع، يمثلون 13 مليون طالب. وفي غضون ذلك بادر عمال إيرانيون في مختلف المصانع إلى الاحتجاج والإضراب عن العمل. وكل ذلك أجزاء نسميها بظروف متأزمة وثورية تضاعف واجبات القوى الثورية الرائدة والقوى الوطنية التي تريد الحرية وإسقاط حكومة ولاية الفقيه وكافة المواطنين الإيرانين من مختلف مكونات المجتمع ومن كافة الأقليات الدينية والسياسية في داخل وخارج البلاد لكي يظهروا إرادة وقوة الشعب الإيراني.
فلذلك نقول إن ظروف العام الجاري تختلف عن ظروف العام المنصرم لأن الفرق بين الثرى والثرياء بالنسبة لظروف يعيشها النظام الإيراني في هذا العام وظروف كان يعيشها العام الماضي. إني أشرت إلى بعض النماذج البارزة. ولافت للنظر أن قادة النظام الإيراني أنفسهم نظير الخامنئي وروحاني يعترفون خلال تصريحاتهم بهذا الوضع المتأزم بحيث أن الخامنئي قد أعلن حالة الاستنفار والتأهب لقوى الأمن الداخلي مما يظهر ظروفا خطيرة يستوعبها الخامنئي.
نظرا إلى أن النظام الإيراني أصبح ضعيفا ويعاني من الأزمات والمشاكل فإنه يلجأ إلى ارتكاب الجرائم بشكل أوسع بحيث أنه قد ارتكب جرائم أكثر خلال العام المنصرم وهذا هو خير دليل على الوضع المتأزم الضعيف يعاني منه النظام الإيراني. فلذلك على كل مواطن يأمل التخلص من الفاشية الدينية المشؤومة أن يشارك في حملة مناهضة لهذا النظام بمثابة واجب على عاتقه. إن رسالة أمهات الشهداء والمعدومين والمضطهدين هي أننا قد خضنا حربا شاملة ضد النظام الإيراني. إننا لا نتكلم عن ضيافة أو مؤتمر سياسي وإنما هذا التجمع يعتبر جزءا من الحرب بين الشعب الإيراني وبين الفاشية الدينية وولاية الفقيه المشؤومة السفيانية. نعم إننا نتكلم عن حرب شاملة ضد نظام مصاص للدماء. لذلك إن المشاركة والتعاون والتعاطف مع هذا التجمع هو الخوض في حملة تهدف إلى إسقاط نظام الملالي وإلى استقرار الديمقراطية في بلدنا.
أيها الإيرانيون الأحرار المتواجدون في خارج البلاد ولاسيما النساء الحرائر، إن نشاطاتكم تؤدي دورا مؤثرا في هذه الحملة. ومن البديهي أن مصير النساء الإيرانيات واضحة تماما للجميع في ظل حكم النظام اللاإنساني. إنهن ينتظرن جهودكم أيها الإيرانيون المتواجدون في خارج البلاد لكي تملئوا فراغ النساء المتواجدات في إيران. إن هذه الحملة تعد حملة ثورية وطنية رائعة. ويجب علينا القيام بمسؤولياتنا من أجل إقامة التجمع بأروع صورة ولأن يكون لائقا بفترة نمر بها.
سؤال: وعلى الرغم من كافة مضايقات تفرضها دكتاتورية الملالي لكن المواطنين قد بعثوا من داخل إيران برسائل تضامنية مع هذا التجمع إلينا كما إنهم وزعوا منشورات في مختلف المدن الإيراني لنشر أخبار التجمع الكبير للمقاومة الإيرانية.
السيد «محدثين»:
في تجمع 13 حزيران/يونيو، يجب أن نظهر للعالم بأن التطرف الإسلامي والأصولية التي خلقها النظام الإيراني، ينبض قلبها في طهران وفي ظل حكم الملالي. وفي هذا التجمع يجب أن نظهر للعالم بأن معالجة الأمر تكمن في إيران. إن نظام الملالي قد صدّر أزمات إلى دول الشرق الأوسط مما أدى إلى مقتل الآلاف من إخوتنا وأخواتنا المسلمين شيعة وسنة وتشريد مئات الآلاف منهم. لكن الحل لهذه المعضلة يكمن في إيران وفي المقاومة الإيرانية.
وفي يوم 13يونيو/حزيران نريد أن نقول للعالم بأن هناك حلا لهذا الأمر وهو في متناول الأيدي. إن الحل للخروج من التطرف والخلافة العائدة إلى عصور الظلام والأزمة النووية التي افتعلتها حكومة الخامنئي في طهران، يكمن في الشعب والمقاومة الإيرانية.
وعلى عاتق كل أنصار المقاومة والجالية الإيرانية أن يوصلوا هذه الرسالة إلى مسامع سائر الإيرانيين في خارج وداخل إيران لكي يتعرفوا هذه المفاهيم والقيم. يجب أن تجعلوا هؤلاء الأفراد ناشطين للحضور في هذه الحملة لكي نتمكن من توجيه ضربة قاسية لوجه نظام الملالي وأصحاب سياسة المسايرة والمهادنة.