أول عضو ذكري تم زرعه بنجاح في محتاج آخر بالعالم “اشتغل” وأدى وظيفته بنجاح، وزوجة الشاب الذي خضع في ديسمبر الماضي لعملية الزرع “حامل بشهرها الرابع” وتنتظر مولودها الأول في أواخر الخريف المقبل، على حد ما نقل موقع News 24 الجنوب إفريقي عن الطبيب الزارع نفسه، أندر فان در مروي.
مروي، وهو من جنوب إفريقيا ويرأس قسم المسالك البولية في جامعة Stellenbosch بمدينة هناك تحمل الاسم نفسه، وولد فيها قبل 47 سنة، قاد في 11 ديسمبر الماضي فريق أطباء وجراحين من الجامعة، وقام بعملية الزرع التي استمرت 9 ساعات في مستشفى “تايغربرغ” بضواحي مدينة “كيب تاون” وكانت لشاب عمره 21 سنة.
وكان الأطباء استأصلوا عضو الشاب حين تعرض وهو بعمر 18 عاما لعملية ختان فاشلة، سببت تشوهات ومضاعفات في عضوه الذكري “بحيث لم يبق له منه سوى سنتيمتر واحد” وفق أرشيف العملية إلا أنه استمر متمتعا بنشاطه الجنسي ورغبته، ولم يكن ينقصه سوى “الأداة” ليعود طبيعيا ويتزوج ويرزق بأبناء، وبأقل من 3 أشهر بعد الزرع تعافى لجهة الانتصاب والتبول والقدرة على “الممارسة” فاستعاد “كبرياءه” الذي ضاع لسنوات، وتزوج.
ولم يعلن الدكتور ميري عن حمل زوجة الشاب الذي ما زال اسمه مجهولا، الا أمس الخميس فقط، وفي محاضرة ألقاها في جامعة “ستلنبوش” التي رافق أطباؤها مراحل استعادته لوضعه الطبيعي، واعتبر أن الحمل “هو أكبر دليل على نجاح العملية” التي سبق لأطباء بالصين إجراء واحدة قبلها، الا أن جسم المحتاج رفض العضو بعد زرعه، فباءت بالفشل كعمليات زرع أخرى جرت في بلدان عدة فيما بعد، ولاقت الفشل نفسه. أما الشأن الأخلاقي والديني فثار حولهما الجدل أيضا، وما يزال، عن حمل المرأة عبر عضو ذكري ليس لزوجها، بل لآخر، وبعضهم بالغ بالعيار بعض الشيء وسماه زنا واضحا.
وتحدث الدكتور مري للموقع الجنوب إفريقي، كما لمحطة “بي بي سي” أيضا، وقال إن أكبر صعوبات واجهها “كانت العثور على متبرع” بحسب ما قرأت “العربية.نت” مما ذكره للموقع الإخباري، مضيفا أن “هناك 9 آخرين ينتظرون دورهم أيضا” على حد تعبيره حين أفصح عن شعوره “بسعادة كبيرة” عندما سمع بأن زوجة الشاب حامل، وأنه لم يطلب إجراء تحاليل لإثبات الأبوة “لأنه ليس هناك ما يجعله لا يصدق الزوجين، باعتبار أن مشكلة الأخير هي في العضو الذكري وليست بالخصيتين” كما قال.
واستخدم من أجروا العملية تقنيات سبق وتم استعمالها في أول عملية زرع للوجه، للصق العضو المتبرع به، عبر ربط شعيرات دموية دقيقة وأعصاب “إلا أن هذه عملية أصعب بكثير، لأن طول الشعيرات الدموية هو 1.5 ملليمتر، أما في الكلية فيمكن أن يصل إلى سنتيمتر” كما قال زارع القضيب الذي حصلوا عليه “من متوف تبرعت عائلته بقلبه وكبده ورئتيه وكليتيه والجلد وقرنيتي العينين أيضا” وفق ما ذكره الموقع الرسمي للجامعة على الإنترنت.
أما عن الختان، المنتشر في إفريقيا لأنه يقلل من مخاطر الإصابة بمرض الإيدز بنسبة 60% تقريبا، وهو ما تقوله منظمة الصحة العالمية، فإنه في جنوب إفريقيا مشكلة من الأسوأ، وجعلها تصبح أكثر دولة بالعالم حاجة إلى زراعة أعضاء الذكورة، لأن مئات الصغار يتعرضون للتشويه أو الوفاة سنويا، في عمليات ختان تجري ضمن طقوس شعبية، معظمها يفشل ويسبب مضاعفات وانتهاكا بالكامل للعضو المختون، لذلك فعدد كبير من مراهقيها هم حاليا بأعضاء “لا تشتغل” ومعطلة تماما.