صلاة التراويح من السنن التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة في شهر رمضان والتي اتفق أهل العلم على أنها سنة مؤكدة في هذا الشهر الكريم وشعيرة عظيمة من شعائر الإسلام وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة منها قوله عليه الصلاة والسلام: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
وقد صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة ثم ترك الاجتماع عليها مخافة أن تفرض على أمته كما ذكرت ذلك عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري.
وقد بدأ المسلمون في صلاة التراويح في المسجد عندما انتقل النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بأبي هو وأمي إلى الرفيق الأعلى وأفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد خلافة الصديق أبي بكر رضي الله عنهما ورأى الناس في المسجد يصلونها متفرقين فهذا يصلي منفردًا وهذا يصلي مع رجلين وذاك مع أكثر.
فقال عمر رضي الله عنه لو جمعناهم على إمام واحد؟ فجمعهم على أُبي بن كعب وصاروا يصلونها جميعًا واحتج على ذلك بقول النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابُا غفر له ما تقدم من ذنبه واحتج أيضا بفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الليالي
كما قال إن الوحي قد انقطع وزال الخوف من فرضيتها فصلاها المسلمون جماعة في عهده صلى الله عليه وآله وسلم ثم صلوها في عهد عمر واستمروا على ذلك.
أما عن عدد ركعاتها فلم يثبت في تحديدها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه ثبت من فعله عليه الصلاة والسلام أنه صلاها إحدى عشرة ركعة كما بينت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن كيفية صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت: “ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً ولكن هذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم لا يدل على وجوب هذا العدد، فتجوز الزيادة عليه، وإن كانت المحافظة على العدد الذي جاءت به السنة مع التأني والتطويل الذي لا يشق على الناس أفضل وأكمل.