يستمد أفكار رواياته مما يدور حوله ومن التاريخ
يقرأ الأدب الروسي واللاتيني بالتوازي مع قصص الكارتون المصورة
يرفض المناصب ويعتز بمهنته كقاض حتى الآن
روايته الجديدة تاريخية ولا يخشى المنافسة أو المقارنة مع من سبقوه
العرب اليوم :
روائي مثير للجدل هكذا وصفه الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل في مقال نقدي مطول عن روايته البارمان في جريدة المصري اليوم القاهرية واستخدم صحافيون عرب ذات التعبير في مستهل حواراتهم معه قررت أن أواجهه بهذا اللقب فلم أجد لديه انطباعا محددا لم يفاجئ ولم ينكر ولم يسعد أيضا بهذه التسمية سألته عن رأيه فيما أثير مؤخرا بتحقيق صحفي جرئ بجريدة القاهرة عن ديوانه الأكثر مبيعا والتحايل على القارئ في عدد الطبعات وقوائم البيست سيللر فأجابني بصراحة ألا قليلا تحدثت معه عن الأدباء الجدد وعن روايته الجديدة وطقوسه في الكتابة وماذا يقرأ فكانت إجاباته كلها تصب في إناء واحد مثير للجدل فعلا هو كاتب وروائي مختلف كثيرا عما اعتاده الوسط الثقافي المصري التواضع سمة ظاهرة في حديثه بغير تصنع لكن لديه ثقة عالية بنفسه بدأت حواري معه بهجوم مباغت
لماذا يصفك النقاد والصحافيون بأنك صوت أدبي مثير للجدل لك كتابات متنوعة متباينة
أجابني بهدوء شديد قائلا : لا اعرف ربما هم يرون أمرا لا أراه في نفسي بصفة عامة النقاد والصحافيون وأنت منهم تبحثون عن جديد تقولونه فلابد أن تأول وتفسر أشياء لا أراها أنا أو لم أكن اقصدها ربما تكون صائبة وربما لا ومن هنا قد يكونوا قد اكتشفوا اننى مثير للجدل بسبب تنوع رواياتي حسبما تقول هذا أمر لا يقلقني أنا اكتب ما أريده واشعر به ولا شئ غير ذلك وسأظل تلقائي كما أنا وإن كنت اعتز برأي الدكتور” صلاح فضل” واقدره جدا واعتبره استاذى .
أنت احد أعضاء نادي الأكثر مبيعا ومن المحسوبين على دولة القراء لا النقاد الذين يرون انك في منطقة رمادية بين الأدب والرواية التجارية فما تعليقك على هذا الهجوم ؟
ابتسم العشماوي نصف ابتسامة وهو يرد بهدوء: أمر يسعدني أن أكون من دولة القراء هذا ليس عيبا أن تكون قريبا من أفكار الناس ولا اعرف مقصدك بالرواية التجارية فإذا ما كنت تقصد مبتذلة مثلا أو تافهة فبالتأكيد أنت لم تقرأ لي أما إذا قصدت أنها تجذب قراء كثيرون فهذا أمر طيب بالنسبة لي لكن في النهاية يجب أن نتفق على أن الأكثر مبيعا ليس هو الأفضل أدبيا وأنا أدرك ذلك وأسعى لأن أكون أفضل في كل رواية ومع ذلك فالمبيعات أمر مهم جدا معنويا في المقام الأول وماديا بعد ذلك ومن يقول لك غير ذلك لا تصدقه فكلنا يحب التفوق والمال ولكن البعض منا يتجمل أمام قارئه للأسف .
نشر مؤخرا بجريدة القاهرة تحقيق صحفي كبير وصادم عن أدباء معروفون يستأجرون أرفف للأكثر
مبيعا ومن يطبعون بضع مئات من النسخ ليضع عبارة الطبعة العشرون على روايته وأنا أعلم أنك لست كذلك لكن كيف ترى هذه الدعاية وما الحلول ؟
هذه ليست دعاية هذا تزييف ومن يفعل ذلك لا أظن انه أديب أو روائي حقيقي هذا شخص آفاق مدع يخدع القارئ أنا قرأت التحقيق الصحفي وذهلت ولا اعرف من يفعلون ذلك بالتحديد وكنت أتمنى أن تعلن الأسماء حتى لا يظل القارئ مخدوعا والحل أن يلتزم الناشر قانونا بالإفصاح عن عدد نسخ كل طبعة أما المكتبات فالقانون لن يجدي معها لابد من توافر الأخلاق والضمير أولا في قوائم الأكثر مبيعا وأرفف المبيعات .
هناك من الروائيين من يعتمد على آخرين في الكتابة مثل نظام الورشة أو المساعدين وبعضهم أفصح عن ذلك في حوارات مؤخرا مثل الكاتب عمرو الجندي وهناك من اتهم آخرين بسرقة أفكار رواياتهم مثل يوسف زيدان في عزازيل وتناصها مع رواية اسم الوردة لامبرتو ايكو فهل ترى أنهم على صواب في ورش العمل والاقتباس وهل تفعل ذلك ؟
أنا لا اعتمد على احد في الكتابة لأن الإبداع فن شخصي بحت يحمل روحي وافكارى فكيف يكتبه غيري وانسبه لنفسي ؟ أنا لا اكتب سيناريو إنما أؤلف رواية وهذه الفردية تناسبني وهى من خصائص فن الرواية ، ولا شأن لي بغيري هم أحرار أنا هاوي استمتع بهوايتي أما الاقتباس فأنا لم ولن افعله ومن المناسب أن توجه سؤالك للدكتور زيدان فهو المعني به أكثر من أي شخص أخر .
ولكنك قرأت عزازيل بالتأكيد ومن المؤكد انك قرأت اسم الوردة ولابد انك لاحظت التشابه لا تعليق
ما تقييمك لجائزة البوكر ومدى مصداقيتها؟
لها مصداقية كبيرة بالطبع والقراء تنتظر نتيجتها والخاسرون والمستبعدون هم من يثيرون الغبار حولها هي في تقديري جائزة موجهة للجمهور للترويج للتشجيع على تنويع القراءة فطبيعي أن يختلف الناس حولها لأنها لا تسير على لون أدبي واحد وهذا حقهم وأنا فخور أنى وصلت لقائمة البوكر بروايتي تــويا عام 2012 .
ولكنك صرحت أن جائزة البارمان كأفضل رواية لعام 2014 كانت الأهم بالنسبة لك ؟
طبيعي لان البارمان فازت بالمركز الأول بينما تويا كانت من أفضل عشرة روايات هناك فرق وأيضا جائزة الدولة لها مذاق خاص بالتأكيد وكانت أول مرة احصل عليها .
. أنت متهم بمجاملتك لبعض الكتاب وانك دبلوماسي في نقدك كي لا تكتسب عداوات بالوسط الثقافي
نعم قد أجامل أحيانا ولكن في حدود ضيقة ولأشخاص أحبها أو أتوسم فيها خيرا لا لتفادى العداوات كما تقول كل منا له عيوب ونقاط ضعف أنا لست ملاكا والاهم اننى لست ناقد فما نقوله ككتاب في كتابات غيرنا هي انطباعات شخصية لا أكثر.
ماذا تقرأ حاليا وغالبا ؟
اقرأ حاليا كتاب عن الغراب في إطار سلسلة عن الحيوانات والطيور واستخدامها في الأدب العربي والعالمي تصدرها هيئة أبو ظبي الثقافية وهى ممتعة جدا وغالبا اقرأ كتب تاريخ وأدب روسي لأنني
أحبه وأيضا أدب أمريكا اللاتينية لأنه ساحر ومازلت احرص على قراءة قصص مصورة التي بدأت فيها منذ الطفولة ولا أجد عيبا في ذلك كل منا بداخله طفل كبير.
كل روائي له طقوس في الكتاب بعضها غريبة فما طقوسك ؟
أنا انعزل تماما أوقات الكتابة أحب الهدوء التام لا أسمع لا صوت ولاعتي وأنا أشعل سيجارة ويمكنني أن اكتب في اى مكان طالما هادئ واستخدم أوراقا بيضاء غير مسطرة وأقلام رصاص كثيرة ثم أعيد ما كتبته على اللابتوب فيما بعد الأمر شاق لكنه ممتع بالنسبة لي .
هل تميل إلى العزلة ؟
نعم
ولماذا مع أن المعروف عنك انك شخص اجتماعي ؟
. لا اعرف ولكنني ارتاح في العزلة أكثر ولا أتضايق إذا ما جلست وحيدا لفترات طويلة
من هم أقرب أصدقائك في الوسط الثقافي ؟
تربطني علاقات قوية وطيبة بالجميع تقريبا والأقرب سيكونون بحكم اننى أراهم كثيرا مثل علاء الأسواني وهشام الخشن وعصام يوسف واحمد مراد وحسن كمال واشرف الخميسي وعمرو العادلي
كثير من الكتاب لا يرى أن لديكم كتابة نسائية في مصر وأن كلها مجاملات فما رأيك ؟
غير صحيح على الإطلاق هناك كاتبات موهوبات وبغير ترتيب هن نور عبد المجيد وشيرين هنائي وهدير مجدي ونرمين يسر وسامية بكرى وسامية ابوزيد ورشا سمير وضحى العاصي وميرال الطحاوي ومنصورة عز الدين فكيف بعد ذلك يقال انه لا يوجد لدينا كاتبات ؟
انتشرت ظاهرة زيادة عدد الروائيين في مصر وباتت شبه تجارة هل تتفق أو تختلف مع ذلك ؟
اتفق معك إلى حد كبير لأن نجاح البعض المدوي أغرى آخرين بالتقليد وكأنما الموضوع سهل لهذه الدرجة أنت تحتاج شهور طويلة وربما سنوات لتكتب رواية جيدة أنا اكتب من عشرين عاما ونشرت خمسة روايات وفى تقديري أن القارئ قد ينخدع مرة لكن من المؤكد أن هذه الظاهرة ستخبو لكنها غير مقلقة لدرجة كبيرة هي محاولات قد يستفيد كتابها من النقد وقد ينسحب آخرون من الساحة اثر الفشل هذا أمر طبيعي يحدث في كل الفنون على مدار العصور أنا لست قلقا منها .
رفضت منذ فترة منصب محافظ وتردد مؤخرا انك ستعين وزيرا وتحفظت أنت فهل ذلك حتى لا تخسر القارئ باعتباره لا يحب الكتاب الحكوميين ؟
الأمر لا علاقة له بالقارئ بل متعلق بقناعاتي وقدراتي فأنا لا أصلح لمنصب محافظ فرفضت ولا أريد أن أكون وزيرا لاننى لا أحب القيود فتحفظت ولا أظن أنهم سيعرضون على هذا المنصب وان حدث سأعتذر أنا فخور بكوني قاض والقضاة الحقيقيون لا يصلحون لمناصب سياسية على الإطلاق فهم يرون الأبيض أبيض والأسود أسود أما السياسة فمختلفة تماما .
من أين تستمد أفكار رواياتك ؟
من تأمل كل ما هو حولي ومن القراءة في التاريخ والفلسفة وكتب التراث و من حكايات الناس ثم اعمل خيالي بعد ذلك لأقصى درجة ممكنة .
حدثني عن روايتك الجديدة التي ستظهر بعد أيام قليلة بمعرض القاهرة الدولي
تاريخية عن أيام المماليك الأخيرة تبدأ الأحداث في نهاية عام 1803 وحتى عام 1805 بتولي محمد على باشا حكم مصر وما بينهما ثم اختتم بمشهد أخير بعد المذبحة بقليل وهى الفترة المظلمة في تاريخنا ووقعت تحت يدي برقيات لقناصل أجانب منذ عامين ونصف وبدأت اكتب لكن بشخصيات خيالية دون الإخلال بالفترة التاريخية نفسها هي صراع بين اخين غير أشقاء احدهما مملوك سلطوي عنيف .
والاخر مصري حر ثائر مغامر يعمل كاتب فى الديوان و صاحب مثل وقيم عكس اخيه المهادن لكل
سلطة وكأنه كلب الراعي الامين او هكذا يتظاهر مع كل راع يتولى حكم مصر واستعرض من خلالها الحياة الاجتماعية والسياسية فى تلك الفترة فى اجواء مختلفة عن عالمنا تماما لكن بايقاع سريع تتداخل فيه المؤامرات بالقلعة والمعارك الحربية مع المماليك حتى اخر مملوك قدر له ان يعيش بعد المذبحة 1811 لانهى الرواية بنهاية مفتوحة الى حد كبير
* الا تخشى المقارنة مع اخرين مثل احمد مراد وصنع الله ابراهيم وجمال الغيطاني ؟
* لو كان من سبقنى يفكر بنفس المنطق لما كتب الاستاذ صنع الله روايته العمامة والقبعة بعد رائعة الغيطانى الزيني بركات ولما اقدم احمد مراد على نشر 1919 ، التاريخ ليس حكرا على احد و لكل منا وجهة نظره وطريقته فى الكتابة وانا لا اقلد احدا حتى اخشى المقارنة ورواياتهم التاريخية رائعة وقرأتها جميعا واعجبتني كقاريء لكن عندما اكتب بالتاكيد اقدم شئ مختلف تماما والا فلماذا اكتب .
* اخيرا هل لديك استعداد لزيارة العراق واقامة ندوات وحفلات توقيع
* نعم واذا ما دعيت سألبي الدعوة فورا هذا امر يسعدني للغاية واتمنى حدوثه قريبا