يرجح أن تدعم الطلبيات القوية والعدد الكبير من الطائرات الجديدة التي انخرطت في الخدمة، النمو السريع لقطاع الطيران التجاري المقدر قوامه بمئات المليارات من الدولارات، حسبما جاء عن مؤسسة آي أتش أس. ويشير دخول أنواع جديدة من الطائرات والطلبيات الضخمة، لعمليات توسع كبيرة وتغييرات، للإيفاء بمتطلبات الطيران في غضون الخمس سنوات المقبلة، وفقا لما نقلته صحيفة “الاتحاد”.
ويقول بين مورز، كبير المحللين في المؤسسة: “بلغت سوق الطيران نحو 161,7 مليار دولار في 2013، مع توقعات بوصولها لنحو 317,5 مليار دولار بحلول 2018. وألقى ارتفاع أسعار النفط لفترة طويلة من الوقت بجانب انخفاض أسعار الفائدة، بآثار سلبية على عمليات الطلبيات والتسليم. وتؤكد هذه الطلبيات، استمرار السوق في النمو خلال الخمس سنوات المقبلة”.
وشهدت سوق الطائرات الكبيرة والصغيرة، نمواً قوياً على مدى الخمس سنوات الماضية، مع توقعات بالمزيد من التغيير في ظل طرح ثلاثة طرازات جديدة من الطائرات الصغيرة، فئة سي، وبوينج 737 ماكس، وأيرباص أيه 320 نيو، بالإضافة إلى ثلاثة أخرى كبيرة، بوينج 777 أكس، وأيرباص أيه 350، وأيه 330 نيو. ونجم عن ارتفاع أسعار الوقود لفترة طويلة من الوقت، زيادة الطلب على الطائرات التي تتميز بكفاءة استهلاك الوقود، العامل الذي صاحبه انخفاض أسعار الفائدة، ما أدى لإنعاش الطلب، وسجلت الطلبيات في الوقت الحاضر رقماً قياسياً، ما يبشر باستمرار وتيرة الإنتاج الحالية لسبع سنوات دون الحاجة لطلبيات جديدة.
ويتميز قطاع الطيران العالمي، بحصة وافرة من الطلبيات، وبانضمام قدر كبير من الموديلات الجديدة للخدمة، في ظل بيئة محفوفة بمخاطر قليلة نسبياً على مدى الخمس سنوات المقبلة. وتبدو فرص فائض الطلب في سوق الطائرات التجارية، حقيقة واقعة، بيد أن ذلك يتركز على صعيد الأسواق المحلية وليس من المحتمل بروزه قبل 2019، عندما يتم تسليم نسبة كبيرة من الطلبيات وتبدأ عائدات الاستثمارات في التراجع السريع في بعض الأسواق.
ومن المتوقع احتدام المنافسة في سوق الطائرات الكبيرة، مع سعي المزيد من الأنواع لتحقيق مستويات مشابهة من الطلب، بينما من الممكن عودة سوق الطائرات الصغيرة لعصرها الذهبي في حين يستمر الاقتصاد العالمي في النمو، خاصة إذا عمدت الصين لتغيير تشريعاتها.
ويقول بين فوجل، المحرر في آي أتش أس: «لا تقتصر توجهات السوق التي أشارت لها المؤسسة، على شركات الطيران فحسب، لكن تشمل مشغلي المطارات أيضاً. ويترتب على سلطات المطارات عند اتخاذ قرارات تتعلق باستثمارات كبيرة في السنوات المقبلة، أن تكون قادرة على تقييم النماذج المتوقعة لطلب الطائرات، كما أن المطارات في حاجة لمعرفة أنواع الطائرات التي تستقبلها على مدارجها، حتى تعد المسارات والصالات وبوابات الدخول والبنية التحتية المناسبة.