كشفت تقارير إسرائيلية أن الإدارة الأمريكية رفضت جميع المقترحات بشأن إدخال تعديلات على الاتفاق النووي المزمع بين طهران والدول الست الكبرى، خلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي بين مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس، ووكيلة وزارة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان، التي تترأس وفد المفاوضات النووية، وبين مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يوسي كوهين.
وأضافت التقارير أن المسئولتين الأمريكيتين كانتا على علم بأن هذا الإجتماع مصيريا بالنسبة لإسرائيل، وأنه كان مخصصا لمناقشة الإتفاق النووي المزمع مع إيران بطلب من تل أبيب، وأن الإجتماع عقد في أعقاب الزيارة السرية القصيرة التي أجراها رئيس وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) جون برينان إلى إسرائيل مطلع الشهر الجاري.
صدمة إسرائيلية
ولفتت التقارير إلى أن “برينان” أطلع المسئولين الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على تفاصيل الإتفاق النووي المزمع، وأي بنود سيتم الإعلان عنها، وأي بنود سيتم حجبها، مضيفة أن “القيادة السياسية والأجهزة الإستخباراتية الإسرائيلية أصيبت بصدمة، بعد أن إطلعت على إفادات رئيس وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية”.
وشملت المعلومات التي ساقها “برينان” تنازلات أمريكية كبيرة لصالح إيران، لا تتعلق فقط بتخصيب اليورانيوم أو الرقابة على المواقع العسكرية المشتبه بها، أو الرقابة على المنشآت النووية. وبحسب التقارير، “إستمع المسئولون الإسرائيليون للمرة الأولى عن خطوات تقوم بها الإدارة الأمريكية تمهد الطريق أمام طهران لتخصيب اليورانيوم، وموافقتها على توسيع الأنشطة النووية الإيرانية في مفاعل أصفهان”.
الكعكة الصفراء
وتحدث “برينان” عن منح الإتفاق الفرصة لإيران لإنتاج ما تعرف بـ”الكعكة الصفراء”، التي تُستخدم لإنتاج وقود المفاعلات النووية، بما يتيح تصنيع السلاح النووي، مؤكدا أنه في أعقاب رفع العقوبات الإقتصادية عن إيران، لن يمكن التراجع عنها مجددا، حتى ولو إتضح أنها ماضية في تطوير برنامجها النووي.
وفي أعقاب الإجتماع بين المسئولين الإسرائيليين ورئيس وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو ضيفه الأمريكي بمهلة من الوقت، لإجراء نقاشات، ودراسة المعلومات التي نقلها إلى إسرائيل، وكلف بعد ذلك مستشار الأمن القومي يوسي كوهين بالتوجه إلى واشنطن، ونقل الملاحظات الإسرائيلية على المعلومات الجديدة.
وبحسب التقارير، أجرى “برينان” خلال تواجده في إسرائيل إتصالات هاتفية بمسئولين في واشنطن، وتوصل إلى توافق حول الترتيب لزيارة كوهين، لكي يعرض الموقف الإسرائيلي، مضيفة أن سوزان رايس وويندي شيرمان إستضافتا كوهين على مأدبة عشاء يوم 15 حزيران/ يونيو الجاري، وأن الأخير اتبع تكتيكا جديدا، حين قال لمضيفيه أن “إسرائيل على علم بأن الإتفاق النووي أمر واقع ولا يمكن منعه أو تغييره”.
رفض التعديلات الإسرائيلية
وعرض كوهين على المسئولتين الأمريكيتين قائمة بتعديلات تريد إسرائيل إدخالها على الإتفاق، مضيفا أن تلك التعديلات تخدم إسرائيل والولايات المتحدة على السواء، مشيرا أن “طاقم المفاوضات الأمريكي ربما لم يلحظ بعض التفاصيل الخطيرة في مسودة الإتفاق، وهي تفاصيل تتناقض تماما مع السياسات الأمريكية في المنطقة، وتمس بشدة بالأمن القومي الأمريكي والإسرائيلي”.
وتضيف المصادر أن جميع الجهود التي بذلها كوهين ذهبت هباءا، وأن كل من سوزان رايس وويندي شيرمان رفضتا روايته. ووصفت المصادر الإسرائيلية الإجتماع الذي جرى على مآدبة عشاء بأنه “لم يكن بمستوى الإفادات الدورية بين البلدين، ولكنه كان مجرد صراخ إسرائيلي لمسئولين أمريكيين يعانون الصمم” على حد قولهم، وأن رايس وشيرمان أكدتا للمسئول الإسرائيلي أن “واشنطن لا تعتزم التعاطي مع التحفظات الإسرائيلية”.