تعهد الأردن بمواصلة دعم وإسناد وتسليح أبناء العشائر السورية المحاذية للحدود الأردنية السورية، لضمان مواجهة تنظيم داعش، في ظل قناعة أردنية أن النظام السوري يسعى لنقل المعركة من محيط دمشق إلى الحدود الأردنية السورية.
وأكد الأردن، أنه مستمر في دعم وإسناد أبناء العشائر السورية المحاذية للحدود الأردنية، وأنه لا يدعم المعارضة السورية المسلحة.
جاء الموقف الحكومي الرسمي، ردا على الاتهامات التي وجهت للحكومة بدعم المعارضة السورية المسلحة ومحاولة تدخل الأردن بالشأن الداخلي السوري، وإعلان شيوخ عشائر سورية رفضها للدعم الاردني لتسليح أبناء العشائر.
وقال مصدر حكومي رفيع المستوى لشبكة” إرم” الإخبارية، إن “الأردن ماض في تسليح أبناء العشائر السورية المحاذية لحدوده، وأن التسليح سيكون للجهات التي يتم ضمان عدم انخراطها بأعمال إرهابية ضد المواطنين السوريين”.
وأضاف المصدر، “تلقينا عشرات الطلبات من أبناء العشائر السورية القريبة من الحدود الأردنية، والتي لها ارتباطات بعلاقات قرابة مع عشائر وقبائل أردنية، لتسليح أبنائها لمواجهة تنظيم داعش”. وتابع “نحن نقدم الدعم للأشقاء السوريين الذين تمكنت عصابة داعش من استباحة قراهم وممتلكاتهم، ولا نستهدف المعارضة بالتسليح والتدريب”.
وشدد الأردن على قناعة بأن هناك قوى إقليمية تحاول تسهيل مهمة تنظيم داعش للسيطرة على المناطق الحدود المحاذية له، الأمر الذي يهدد أمن واستقرار الأردن.
عشائر ترفض التسليح
وكانت عشائر سورية، أعلنت الجمعة الماضية رفض الدعم الأردني الذي يهدف إلى تسليحها في مواجهة تنظيم داعش.
وبحسب الأنباء التي وردت على لسان أحد شيوخ العشائر السورية، فإن هذه العشائر أعلنت رفضها الدعم الذي أعلنه الملك عبد الله الثاني والذي رأت فيه نية بتسليح العشائر، مؤكدة ولاءها للحكومة والجيش السوريين.
وقالت العشائر السورية في رسالة وجهتها الى الملك الأردني وتلاها شيخ قبيلة طي، محمد فارس العبد الرحمن، في مؤتمر صحافي عقد في دمشق، “علمنا عبر وسائل الإعلام مضمون تصريحاتكم التي تعلنون فيها نواياكم تسليح أبناء العشائر السورية بسبب الأحداث الأليمة التي تمر بها بلادنا الحبيبة سوريا”.
وتابع البيان، “إن العشائر السورية ترفض رفضا قاطعا ونهائيا اي دعوة أو طرح أو مشروع يجردها من جوهرها الوطني وسوريتها وعروبتها”.
الأردن.. موقف ومخاوف
وكان الملك عبد الله الثاني، أعلن خلال لقاء جمعه بأبناء البادية الشمالية قبل أيام، واجب الدولة الأردنية بدعم العشائر في شرق سوريا وغرب العراق.
الأردن وعلى لسان المصدر الحكومي، أكد أنه “لا يدعم المعارضة السورية وأن ما يجري من اتهامات للأردن ما هو إلا حالة إفلاس من قبل المسؤولين السوريين، الذين يتوجب عليهم حماية وطنهم وشعبهم من العصابات الإرهابية والجماعات المتطرفة”.
وزير الدولة لشؤون الإعلام و الاتصال الأردني محمد المومني، أشار إلى “فشل الحكومة السورية في التوصل إلى حل سياسي يجمع الفرقاء على الساحة السورية للوصول إلى حل سياسي”.
وحذر المومني، من التفنن في توجيه الاتهامات للأردن من قبل الحكومة السورية، مشيرا إلى أن “سبب استمرار القتال هو فشل الحكومة السورية في التوصل لحل سياسي وهو ما كان يدعو له الأردن وسيبقى”.
مراقبون عسكريون يقولون، إن احتمالات دراماتيكية سورية، قد تحدث فجأة، والأردن يعتقد أن النظام في سورية يُخلي بإرادته الساحة لتنظيم داعش.
وهناك قناعة أردنية بحسب مصدر رفيع المستوى قال لشبكة إرم” الإخبارية، أن النظام السوري أخلى مدينة تدمر التي تبعد عن الحدود الاردنية 15 كيلومترا، عن قصد لمشاغلة الأردن والجيش الأردني.
وهناك قناعة أردنية بأن سوريا لا تحارب داعش، بل إنها تساهم في إدامة الحياة لها وتقديم الدعم اللوجستي لها، وهو ما عبر عنه العاهل الأردني في مقابلة صحافية عندما وجه نقدا لاذعا للنظام السوري بأنه لا يقاتل داعش.
حدود الأردن مع سوريا تبلغ نحو 385 كيلومتراً، ويعلم الجيش الأردني أن الدفع بتنظيم داعش، ليصل إلى الحدود الأردنية، هو من الأسلحة الأخيرة التي يملكها النظام السوري.