طفل يقتل زوجة عمه ليثبت لها أنه رجل

في إحدى قرى محافظة سوهاج بصعيد مصر لم يكن غريباً على أهلها أن يروا طفلاً صغيراً يحمل السلاح فسمعة العائلات وقوتها هناك تقاس بعدد الأسلحة التي تمتلكها كل عائلة، أحيانا التقاليد ووسط تلك الظروف والمشاهد لم يكن غريباً أن يحمل فراج عمران ذلك الطفل الذي لم يكمل الخامسة عشر عاما بعد بندقية يجوب بها القرية أمام أعين الجميع، وسط فرحة عارمة تظهر في عيون أمه قبل أبيه فصغيرها بات قادراً على حمل السلاح والدفاع عن نفسه مثل الرجل الكبير وفجأة طلقات الرصاص تهز القرية في ساعة مبكرة من الصباح فيفزع الجميع مهرولاً لمعرفة مصدرها فربما يكون أحدهم قد أخذ بثأر قديم أو آخر أطلق الرصاص على لصوص حاولوا سرقة مواشيه لكن الأمر تلك المرة كان كارثياً بكل ما تحمله الكلمة.
يقف فراج رافعاً سلاحه إلى أعلى وزوجة عمه ترقد أسفل قدميه غارقة في الدماء بعدما مزقتها الطلقات فأفقدتها حياتها بالحال. صرخات سيدات القرية انطلقت معلنة الكارثة في الوقت الذي وقف رجال القرية يضربون كفاً على كف غير مصدّقين ما حدث، في حين وقف فراج فخوراً بذاته يتباهى بما فعله غير مدرك حجم المصيبة التي ارتكبها ولم يجد عمدة القرية بعد أن وصل إليه الخبر من خفرائه مفراً سوى التحفظ على الطفل القاتل بصحبة سلاحه حتى حضر رجال الشرطة وتحفظوا عليه ونقلوا الجثة إلى المشرحة.
واعترف الطفل بقتل الضحية ليثبت لها أنه رجل كما طلبت منه فهي من أمرته بإطلاق الرصاص إذا كان رجلا فخرجت طلقاته فى جسدها ولتتوالى الاعترافات الصادمة للجميع حيث قال فراج عمران إن الضحية كثيراً ما كانت تتعمد افتعال المشاكل معه وتقوم بسبه وشتمه من حين لآخر محاولة التقليل من شأنه وإظهاره أنه لا يزال طفلاً لا يجرؤ على الرد عليها وقال فراج كنت أشعر بنار تشتعل في داخلي وهي تنعتني بالطفل الصغير ولكن احترامه لعمه كان يمنعه من الاعتداء عليها لتأديبها على خطئها في حقه.
كانت اعترافات المتهم كفيلة بأن تسلبه صفة الطفل والتي حصنتها له الأوراق الرسمية فيواصل أقواله حذرتها أكثر من مرة بلا فائدة كانت تستمر في التطاول عليَّ وكل مرة تزداد في أفعالها التي تغضبني حتى جاء يوم الحادث وكتبت على نفسها الموت. وقال فراج خرجت من منزلنا الذي يقع مقابل منزل عمي ناوياً التوجه إلى والدي في الأرض حاملاً سلاحي كعادتي وفوجئت بزوجة عمي وقد سكبت كمية كبيرة من المياه كادت تدخل منزلنا، فنهرتها على ذلك لكنها كعادتها انطلقت تسبّني وتشتمني فوجهت سلاحي إليها فإذا بها تضحك بسخرية استفزتني وهي تقول «لو راجل اضرب طلقة واحدة» وأضاف «ولأنني رجل بالفعل كان لزاماً عليَّ أن أطلق عليها الرصاص فوضعت يدي على الزناد ولم أتركه إلا وقد أفرغت نحو15 طلقة في جسدها فوجهت حديثي إليها وأنا أشاهدها تسقط على الأرض غارقة في دمائها متسائلاً «عرفتِ إني راجل»، لكنها للأسف كانت قد فارقت الحياة وماتت لتريحني من لسانها الطويل.
وفشلت محاولات أهل الطفل في إبعاد التهمة عنه بعد اعترافاته المثيرة، أكدها بتمثيله الجريمة وابتسامة ترتسم على وجهه وهو يعلن للجميع تفاصيل الملحمة التي أثبت بها رجولته ليُزج به بعدها خلف القضبان وسط القتلة والمجرمين بعدما فجّر دماء الثأر بين والده وعمّه الذي رفض تلقي العزاء في زوجته رغم محاولات تدخل عمدة القرية وأهالي القرية الصلح بين أهل الطفل وعمه.
تقاليد وموروثات خاطئة دفعت هذا الطفل لارتكاب جريمة قد تقيد حريته بعقوبة تصل الى السجن عشر سنوات وفقا لخبراء فى القانون والدستور المصري حيث تنص المادة «101» من قانون الطفل على معاقبة من لم يتجاوز الخامسة عشرة إذا ارتكب جريمة، بمجموعة من التدابير من بينها الإيداع في إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية. ولأن ما ارتكبه هذا الطفل هو جناية قتل مع حيازة سلاح من دون ترخيص، فإن من المقرر معاقبته بالإيداع في إحدى دور الرعاية الاجتماعية، مدة تصل الى عشر سنوات
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *