حققت وحدات الحماية الكردية المزيد من المكاسب في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” بسوريا حيث تمكنت من اقتحام أطراف مدينة عين عيسى بريف الرقة بعد أن أحكمت سيطرتها على مقر اللواء 93.
يتواصل زحف وحدات الحماية الكردية السريع باتجاه الرقة معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” الرئيس شمال سوريا مقابل تراجع مسلحي هذا التنظيم المتطرف إلى داخل مدينة الرقة، معقله الحصين، ويجبر بذلك على الانحسار عوضا عن التمدد.
القوات الكردية فرضت قبل ذلك سيطرتها على قاعدة اللواء 93 وأجبرت مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” على التراجع إلى مشارف مدينة الرقة.
وتكمن أهمية السيطرة على هذه القاعدة العسكرية في كونها تشرف على طرق تربط معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في الرقة بمعاقلها في محافظتي إدلب والحسكة، إضافة إلى أن تقدم الأكراد المدعوم بغارات التحالف الدولي، إلى أطراف مدينة الرقة، يمهد لنقل الصراع إلى داخل معاقل هذا التنظيم المتطرف.
بدأ زخم الأكراد العسكري يظهر بوضوح منذ استماتتهم في الدفاع عن مدينة عين عرب “كوباني” على الحدود السورية مع تركيا بدعم جوي من طائرات التحالف الدولي، حيث تمكنوا من إلحاق هزيمة بتنظيم “الدولة الإسلامية” وطرد فلوله منها منذ شهرين.
اندفعت وحدات الحمايةِ الكردية بعد ذلك وتقدمت فارضة سيطرتها على بلدة سلوك ومدينة تل أبيض على الحدود مع تركيا أمام تراجع كبير لمسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” جنوبا.
وتعد سيطرة القوات الكردية على مدينة تل أبيض ضربة موجعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” إذ قطع عنه شريان رئيس يتدفق من خلاله الأجانب الساعون للانضمام إليه والقتال في صفوفه، إلى المناطق التي يسيطر عليها، إضافة لقطع الإمدادات الأخرى التي تصل إليه عبر الحدود التركية.
وتشير تقارير إلى أن تل أبيض تعد أيضا مدخلا إلى “سوق النفط السوداء” التي يستعملها التنظيم لبيع النفط المستخرج من الحقول التي يسيطر عليها.
من جهة أخرى، أثارت انتصارات الأكراد الأخيرة في المنطقة حفيظة تركيا نتيجة لحساسيات القضية الكردية لديها، ولخوفها من أن تزيد هذه الانتصارات من تأجج المشاعر القومية لدى الأكراد الأتراك.
وظهر قلق أنقرة جليا من خلال حديثها عن وجود مؤشرات لما وصفته بأنه “شكل من أشكال التطهير العرقي”، مشيرة بذلك إلى حركة نزوح العرب والتركمان من محيط تل أبيض.
وذهب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبعد من ذلك حين اتهم الغرب بدعم من وصفها بجماعات إرهابية كردية، مشيرا إلى أن حدود بلاده في نهاية المطاف باتت مهددة.
ونفت وحدات الحماية الكردية بدورها هذه الاتهامات ودعت المدنيين للعودة إلى ديارهم الواقعة تحت سيطرتها، متعهدة بمنحهم ضمانات لسلامتهم.
مقاتلون من وحدات حماية الشعب يدافعون عن حاجز في تل براك
أظهر شريط فيديو نادر أنشطة مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية في حاجز يقع على بعد كيلومترين فقط من المنطقة الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش” قرب بلدة تل براك جنوب القامشلي شمال شرق سوريا.