إذا جمعت مساحة فلسطين والكويت وقطر ولبنان والبحرين، ومعها منطقة جازان ومدينة جدة بالسعودية، ومحافظة القاهرة المصرية، إضافة إلى الإمارات العربية المتحدة، باستثناء أبوظبي، حتى والجارة قبرص بشقيها التركي واليوناني، فستخرج برقم يساوي مساحة أرض مطروحة للبيع حالياً، ويتنافس راغبون من دول عدة على شرائها، قد يكون بينهم عدد من المستثمرين العرب.
الأرض الممتدة في 4 ولايات أسترالية، هي أكبر ملكية خاصة بالعالم، لجهة مساحتها البالغة 110 آلاف كيلومتر مربع، تسع هولندا وبلجيكا والدنمارك، وهي أكبر 165 مرة من البحرين، ومعروضة للبيع لمن يدفع أكثر من 325 مليون دولار في مناقصة ينافس بها الراغب بشرائها في ظرف مختوم يذكر فيه ما سيدفعه، ومن يتضح الشهر المقبل أنه عرض أكبر مبلغ، فسيمتلكها حلالاً زلالاً من مالك 98% منها، وهي شركة S. Kidman and Co المملوكة بدورها من 58 فرداً من عائلة كيدمان.
البقع البنية في الأرض التي امتلكها السير الأسترالي سيدني كيدمان، تشير بالخارطة الى امتدادها في 4 ولايات
مزرعة بقر أكبر من فلسطين التاريخية
الشركة التي تذكر في موقعها أنها تملك 185 ألف رأس من البقر، أسسها في 1899 السير الأسترالي سيدني كيدمان، الذي لقبوه باسم “ملك البقر” قبل 100 عام، والذي طالعت “العربية.نت” في سيرته أنه امتلك الأرض على مراحل في بدايات القرن الماضي، ثم تركها للشركة التي ورثها أبناؤه الأربعة، وهم ابن و3 بنات، بعد وفاته في 1935 بعمر 78 سنة.
واستقرت الحال بالأرض، ومساحتها 11 مليون هكتار، حتى أصبحت مع الشركة لأحفاد وأحفاد الوارثين، ممن يصدرون الأبقار المقتاتة على العشب مباشرة إلى دول عدة، بينها الصين واليابان وإندونيسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا، إضافة إلى دول بأميركا الجنوبية، وفق الوارد في وسائل إعلام أسترالية، اطلعت فيها “العربية.نت” على رغبة الشركة في بيع الأرض المحتوية على مزارع لتربية الأبقار، يعمل فيها 170 شخصاً، هم سكان الأرض الشاسعة الوحيدون، وليس فيها سواهم.
إحدى المزارع هي الأكبر بالعالم، مع أن عدد أبقارها قليل، فمساحتها 24 ألف كيلومتر مربع، أي تقريباً مساحة فلسطين، وهي معروفة عالمياً وللأستراليين باسم Anna Creek Station الواقعة في متاهات ولاية “ثاوث أستراليا” بالوسط الجنوبي للبلاد البالغة مساحتها 7 ملايين و700 ألف كيلومتر مربع، تجعلها سادس دولة بالمساحة في العالم، فيما تمتد بقية الأرض المعروضة للبيع إلى ولاية “كوينزلاند” في الشمال الشرقي الأسترالي، وإلى ولاية “إقليم الشمال” إضافة لولاية “ويسترن أستراليا” في الغرب.
وفي الأرض المعروضة للبيع، مزرعة لتربية الأبقار معروفة باسم آنا كريك، مساحتها وحدها كمساحة فلسطين
أكثر من 200 متنافس على الشراء
ويمكن اعتبار الأرض المشرفة شركة Ernst and Young Adelaide الأسترالية على بيعها، أحد أكبر الاستثمارات الواعدة، إذا ما تم تطوير قطاع تربية الأبقار والمواشي فيها، وهو قطاع قرأت “العربية.نت” بعدد 10 أبريل من صحيفة “ذا أستراليان” المحلية، أن الشركة المالكة للأرض المحتوية على 155 ألف بقرة و30 ألف عجل، تصدّر سنوياً 15 ألف طن من اللحوم.
أما موقع Property Observer الإخباري الأسترالي، فذكر في 10 يونيو الجاري، أن المتنافسين على شراء الأرض هم “أكثر 200 شخص وجهة” من دول عدة، من دون أن يأتي على ذكر جنسياتهم، مع الاعتقاد بأن معظمهم من حملة الجنسية الأسترالية، ولم يتطرق أيضاً إلى أي تحفظات قانونية على إمكانية أن يمتلك أي أجنبي لأرض بهذه المساحة الكبيرة.