شنت قوات الحركة الشعبية “قطاع الشمال” التي تقاتل ضد الحكومة السودانية هجوماً مسلحاً على مواطني ولاية جنوب كردفان، وأسفر الهجوم عن مقتل 38 مواطنا من العاملين في التنقيب الأهلي بمنطقة “التقولا” بالقرب من مدينة تلودي.
وذكرت مصادر بالمنطقة في تصريحات نقلتها صحف الخرطوم يوم “الجمعة” أن الهجوم وقع أثناء أداء المواطنين لصلاة الفجر في المنطقة، مشيرة الى أن القتلى من العاملين في مجال التنقيب عن الذهب.
وكشفت ذات المصادر أن الهجوم خلف أيضا العشرات من الجرحى، منوهة إلى أن المواطنين تدافعوا نحو مكان الحدث، مؤكدة أن السلطات الأمنية بالولاية شرعت في إجراءات أمنية مشددة بجانب توفيرها للحماية لمواطني المنطقة.
وتقاتل الحركة الشعبية” قطاع الشمال” ضد الحكومة السودانية في إقليم دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ العام 2003م، وتسعى الحركة إلى إسقاط النظام بقوة السلاح، باعتبار أن نظام المؤتمر الوطني “الحزب الحاكم” في السودان فشل في إدارة سياسات البلاد، والتي أدت الى دخول البلاد في الأزمة الحالية.
ويتكون قطاع الشمال من مجموعة من الحركات المسلحة، بجانب قيادات سياسية بارزة، من بينها مالك عقار، وياسر عرمان، حيث شنت الحركة عدة هجمات لإفشال الانتخابات العامة التي أجريت في ابريل الماضي، ومع استمرار الهجمات كثف الجيش السوداني وجوده في مناطق النزاعات والتمرد خاصة المناطق الحدودية لصد أي هجوم محتمل.
وفشلت ثمانية جولات تفاوض بين الحكومة والمتمردين في العاصمة الاثيوبية اديس أبابا في التوصل الى اتفاق يرضي طرفي النزاع، حيث تطالب الحركة الشعبية بحكم ذاتي لمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بجانب فصل الدين عن الدولة، لكن الحكومة اعتبرتها مطالب مستحيلة ولايمكن تحقيقها، وهو الأمر الذي أدى الى تعليق جلسات المفاوضات الى أجل غير مسمى.