قضت محكمة استئناف الإسكندرية بالسماح لأب مسيحي يدعي “جوزيف إبراهيم ناشد” برؤية طفلتيه مرة واحدة يوم الجمعة داخل مسجد سيدي بشر من الساعة الثالثة والنصف حتى السادسة مساء، وهو ما يعد أول حكم من نوعه يقضي برؤية أب مسيحي لأطفاله داخل مسجد.
بدأت القصة، عندما غيرت الزوجة المسيحية الأرثوذكسية ملتها إلى الروم الأرثوذكس، ورفعت دعوى خلع حصلت من خلالها على حكم بالطلاق، ورفع بعدها الأب دعوى قضائية لرؤية طفلتيه “جوليا” 8 سنوات، و”فيولا” 3 سنوات، وحكمت المحكمة بقبول الدعوى شكلا ومضمونا.
وقال والد الأطفال جوزيف إبراهيم ناشد: “انفصلت أنا وزوجتي بعد ما غيرت ملتها إلى الروم الأرثوذكس، ووقتها رفعت دعوى قضائية لرؤية بناتي، وذهبت إلى جمعية السلام الخيرية في منطقة المندرة وحصلت منهم على موافقة بالسماح لرؤية بناتي فيها وأعطيت الموافقة إلى المحكمة، ولكن زوجتي رفضت المكان الذي حددته بحجة بعد المسافة على الرغم من أنها تسكن في منطقة سيدي بشر، والجمعية تبعد عنها محطة واحدة”.
وأضاف: “استأنفت الزوجة الحكم لبعد مكان الجمعية عن منزلها، فجاء حكم الاستئناف في القضية بالسماح برؤية أطفالي داخل مسجد سيدي بشر، وألزم الحكم بتمكيني من رؤية الصغيرتين جوليا، فيولا مرة واحدة يوم الجمعة من كل أسبوع بمسجد سيدي بشر، بدائرة قسم المنتزه أول من الساعة الثالثة مساء حتى الساعة السادسة مساء”.
وتابع: “الحكم كان بالنسبة لي زي الصاعقة شيء لا يصدقه عقل وللأسف آخر درجة، طرقت كل الأبواب وقتها وذهبت إلى القاضي لإقناعه برؤيتهم داخل الكنسية في نفس المنطقة ولكنه رفض وقال لي “ده حكم نهائي مفيش رجعة والقضية غير مطروحة للتداول، فأرسلت مذكرة إلى مساعد وزير العدل والأمن القومي”.
وتسائل “جوزيف”: “هل يجوز لبناتي بعد بلوغهن سن الرشد الدخول في المسجد والجلوس بداخله، وهذا يتنافى مع قدسية المكان”.
وأضاف: “بعد صدور الحكم توجهت لجمعية سيدي بشر، وحاولت رؤية أولادي هناك ولكنهم أكدوا أن نص الحكم داخل المسجد وليس الجمعية أو أي مكان ملحق به.. إزاي رجل مسيحي وزوجته مسيحية وأولاده مسيحيين يلتقون داخل مسجد؟”.
واستطرد حديثه: ” أنا الأب الحائر بين قوانين الدولة وقانون الأحوال الشخصية وقانون الكنسية بعد 6 شهور من عدم رؤية بناتي، اضطررت للذهاب إلى إمام المسجد للتحدث معه، والذي أكد احترامه للقانون وتنفيذه حكم المحكمة وفتح لي المسجد يوم الجمعة للقاء بناتي، واضطررت أن أخلع حذائي احتراما للمكان المقدس الذي أجلس فيه، وتصادف في الوقت المحدد صلاة العصر، ومجبر أن أظل أنا وبناتي أن نحضر الصلاة لديانة لا ننتمي إليها”.
وأوضح أنه متضرر هو وأطفاله من ذلك الوضع ويشعر بأن عيون المصلين بالمسجد ترتاب من وجوده.
وناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير العدل المستشار أحمد الزند، بضرورة تغيير الحكم أو السماح له برؤية بناته داخل مكان ينتمى لعقيدته أو أي مكان آخر ليس مخصص لأي عبادة.