طوّر العلماء مادة مشتقة من قشور القريدس (الجمبري)، وصنعوا منها رغوة يمكن رشّها مباشرة على الجرح المفتوح لوقف النزيف بسرعة وبكفاءة تصل إلى 90%.
ويمكن أن تكون المادة ذات فاعلية كبيرة عند معالجة الإصابات الناجمة عن العنف في الشوارع والمعارك العسكرية.
هذا وتتسبب الإصابات والعنف في حدوث تقريبا حالة وفاة واحدة من بين كل 10 حالات وفاة سنويا في العالم، وفقا للمراكز الأمريكية المتخصصة في مكافحة الأمراض والوقاية منها، وقدرت التقارير أن مجموع ما يصل إلى 5.8 مليون شخص من جميع الأعمار والخلفيات الاجتماعية في العالم يموتون من الإصابات الناجمة عن العنف في كل عام.
وبالنسبة لبعض حالات إصابات الأطراف، يتّبع الأطباء أسلوب ضغط الجروح لوقف النزيف على نحو فعّال، لكن المشكلة تبقى عند التعامل مع بعض الإصابات المعينة، والتي لا يجدي معها هذا الأسلوب لوقف نزيف الدم.
وفي الوقت نفسه، يعد النزيف الحاد من الإصابات الحرجة أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين الجنود في ساحات معارك القتال وبين المدنيين الشباب، وهذا النوع من النزيف يكون قاتلا وغير قابل للانضغاط.
ويؤكد معظم الباحثين والأطباء أنه حتى الآن لا توجد طريقة فعالة لمعالجة هذا النوع من النزيف القاتل، خاصة مع ضيق الوقت في حالة عدم توفر أماكن رعاية طبية قريبة، ولهذا طوّر الباحثون في هذه الدراسة حلا جديدا باستخدام مادة من قشور الجمبري، يمكن عمل رغوة منها، تُرش على مكان الإصابة، وتوقف نزيف الدم بنسبة 90%.
المادة الفعالة في هذه الرغوة هي “الشيتوزان المُعدّل” (بوليمر حيوي مستمدة من قشور الجمبري والقشريات الأخرى)، وهذه الرغوة “تربط خلايا الدم في مجموعات عن طريق تفاعلات شديدة السرعة”، وفقا للدراسة.
ويقول الباحثون إنه عندما يتم رش الرغوة الفريدة من نوعها في تجويف الجروح المفتوحة، التي أنشأتها الإصابة، يتمدد ويشكل حاجزا يمنع المزيد من نزيف الدم من تجويف الإصابة.
وقد تم اختبار المادة بالفعل على إصابة في الكبد في حيوان الخنزير، ووجد الباحثون أن النزيف قد تم إيقافه “في غضون دقائق”، ودون الحاجة لضغط خارجي، وانخفض فقدان الدم بنسبة 90%.