الارهاب في المنطقة تقف وراءه ايران والتي دعمت نظام المالكي وبشار لقتل الشعب السوري والعراقي مثلما قتلت مئات من مجاهدي خلق في مخيم اشرف وليبرتي .
سلمت شيخ الازهر ملفا كاملا حول الحصار على مخيم ليبرتي والذي شدد على احترام حقوق اللاجئين في المخيم والحفاظ على ارواحم واموالهم وممتلكاتهم من اي اعتداء .
المفاوضات الامريكية الاوروبية مع ايران حول الملف النووي تندرج في اطار مؤامرة امريكية – ايرانية لتأجيج الصراع في المنطقة لصالح اسرائيل .
عادت المؤسسة الازهرية خلال الايام الماضية الى واجهة الاحداث بعد سعي العديد من القيادات السياسية والدينية في العالم العربي لمعرفة رأي الازهر في عدد من القضايا التي تهم العالمين العربي والاسلامي وفي هذا الاطار قام الدكتور تيسيير التميمي قاضي قضاة فلسطين والعضو المؤسس للجنة العربية الاسلامية للدفاع عن سكان اشرف وليبرتي بزيارة شيخ الازهر حيث اجرى مباحثات معه حول قضايا الارهاب وفلسطين ومعاناة سكان ليبرتي وعقب تلك المقابلة كان لنا معه الحوار التالي :-
كيف تفسر تكرار الاساءات الى رسولنا الكريم من جانب الصحيفة الفرنسية وعدد من وسائل الاعلام الاخرى في هذا التوقيت ؟ وكيف يمكن مواجهة تلك الاساءات ؟
الاساءة الى الاديان قضية قديمة لكن بدأ التركيز في الفترة الاخيرة على نبينا الكريم لجر المسلمين الى صراع بينهم وبين الاديان الاخرى كما تفعل حكومة اسرائيل وعلى راسها حكومة نيتنياهو لاستفزاز مشاعر المسلمين من خلال تدنيس المسجد الاقصى واجراء حفريات تحت اساساته والاقتحامات اليومية من جانب المستوطنين لساحات المسجد الاقصى في حماية الشرطة الاسرائيلية وهو الامر الذي يؤدي الى استفزاز مشاعر المسلمين وجرهم لحرب دينية وحتى يمكن مواجهة تلك الاوضاع لابد من سن قوانين دولية لتجريم كل من يسيئ الى الاديان وخاصة الدين الاسلامي وتقديمة للمحاكمة بسبب محاولة اثارة الفتن الدينية والطائفية والمساس بحرية العقيدة اما ان يترك هكذا تحت مظلة حرية الاعتقاد فهذا خطأ لانه يجب رفع حرية التعبير عما يسيئ لحرية الاديان ورموزها ومقدساتها خاصة نبينا عليه الصلاة والسلام .
وماذا نفعل نحن كمسلمين لمواجهة هذا المخطط ؟
يجب ان نواجه هذا المخطط بعدة طرق ليس بينها القتل ولكن من خلال الحوار وان يكون هناك خطاب ديني موجه للغرب حتى يفهم الاسلام على حقيقته بخلاف ما يشاع ان الاسلام دين القتل والارهاب وهذا الواجب يقع على المؤسسات الدينية وعلى راسها الازهر والذي يقع على عاتقه مسئولية الخطاب الديني للاخر والذي يعتنق ديانات اخرى وان يكون التوجيه بالحكمة والموعظة الحسنة وكذلك بيان مفاهيم الاسلام عن حقوق الانسان وحرية العقيدة وقبول الاخر لان الاسلام اعتبر الكفر دينا عندما قال الله في كتابه عزوجل من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وقد ترجم الاسلام ذلك عمليا عندما ساوى رسولنا الكريم بين المسلمين والديانات الاخرى في دولة المدينة وكما فعل عمر بن الخطاب عندما فتح المسلمين القدس وامر المسلمين بالمحافظة على الكنائس واموال النصارى .
وهل توافق على ما قاله الرئيس السيسي لعلماء الازهر بضرورة تطوير الخطاب الديني ؟
سواء اتفقت معه ام لم اتفق فانني اؤمن بضرورة تطوير الخطاب الديني فيجب على علماء الامة قاطبة وعلماء السنة بشكل خاص ان يتبنوا خطاب ديني للاخر بمفاهيم الاسلام الصحيحة .
وهل ترى ان هناك اصابع صهيونية تقف وراء الهجوم على الصحيفة الفرنسية خاصة بعد موقف فرنسا المؤيد لاقامة دولة فلسطينية على اراضي 67 ؟
ما حدث في فرنسا موجه للاسلام والمسلمين ولا استبعد ان هناك قوى معينة اغاظها موقف البرلمان الفرنسي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ومشروع القرار الذي قدم لمجلس الامن هو مشروع فرنسي فلسطيني وعندما حدث الهجوم على الصحيفة الفرنسية كان هناك استياء شديد داخل فرنسا من مشاركة نتنياهو لانه راس الارهاب .
وكيف ترى الانتقادات التي وجهت لملك الاردن وابو مازن في المشاركة في المظاهرة التي نظمت في فرنسا للتنديد بالهجوم على الصحيفة الفرنسية ؟
لا اوافق عليها لان مشاركة تيارات سياسية او دينية في تلك المسيرة هو تعبير عن رفض المجتمع الاسلامي لما حدث لانه يتنافى مع الاسلام .
وكيف تفسر ظاهرة التنظيمات المتطرفة في الاونة الاخيرة وعلى راسها تظيم داعش ؟ وهل ذلك نتاج مؤامرة خارجية ام احتقان الشعوب ضد ظلم واضطهاد الحكام ؟
يجب ان تكون هناك وسائل اخرى لعلماء المسلمين لتحليل اسباب تلك الظاهرة باعتبارها دخيلة على الاسلام ومحاولة تجفيف منابعها واعتقد ان ظهور داعش وغير داعش جاء في اطار مخطط امريكي يسمى بالفوضى الخلاقة وبعد ان فشلت امريكا في احتلال العراق بدات في البحث عن مواطن التناقض بين ابناء الامة الاسلامية فبدات في دعم الشيعة على حساب السنة وعندما استفحل اعتداء الشيعة على السنة بدات في البحث عن تنظيم للدفاع عنهم وبغض النظر عن كيفية نشأة هذا التنظيم إلا ان ظهوره جاء نتيجة طبيعية للعدوان الذي تعرض له السنة بدعم ايراني والذي دعم نظام المالكي والذي تم في عهده قتل السنة على اساس الهوية فضلا عن دعم نظام بشار الاسد ليس فقط بالمال والسلاح بل بمشاركة من الحرس الثوري الايراني وحزب الله في العدوان على الشعب السوري ومن هذا المنطلق فان ظهور داعش والتنظيمات المماثلة له هو تفريخ للارهاب الذي بداته ايران والذي قتل 120 الف من الشعب الايراني ومجاهدي خلق ليس لشيئ إلا لانهم يطالبون بالحرية والكرامة .
وكيف تقيم مبادرة شيخ الازهر لعقد مؤتمر يجمع بين علماء السنة والشيعة لازالة الاحتقان الطائفي؟ وهل يمكن ان ياتي هذا المؤتمر بثماره ؟
تجربتي مع هذه المؤتمرات انها ستكون مؤتمرات للمجاملات وتسجيل المواقف ولن تاتي بنتيجة مثمرة لانه يجب ان يكون هناك تغيير جذري في المواقف بين القادة السياسيين وليس على مستوى رجال الدين فالموضوع يجب بحثه من منطلق سياسي فعلماء السنة لهم عقيدتهم وكذلك علماء الشيعة ولكن يجب على قادة الامة ان يدركوا ان استمرار هذا التناقض ليس من مصلحة الشيعة او السنة وهناك من يريد تأجيج هذا الخلاف ليتحول من صراه سياسي الى صراع عسكري .
باعتبارك رئيس اللجنة العربية الاسلامية للدفاع عن سكان اشرف ما هي رؤيتك للحصار المفروض حاليا على سكان مخيم ليبرتي؟ وجهودكم لرفع هذا الحصار ؟
سكان مخيم ليبرتي هو سكان مخيم اشرف والذين نقلوا بناء على اتفاق الامم المتحدة والذي ينص جزء منه على نقل سكان مخيم اشرف الى مخيم ليبرتي تمهيدا لنقلهم الى دولة اوروبية ولكن النظام العراقي بالتأمر مع نظام الملالي في ايران قام بحصارهم ومنع عنهم الدواء والغذاء وهم يعيشون الان في ظروف لا يتحملها انسان فخلال عامين قتلت القوات الايرانية والعراقية المئات من سكان المخيم وقبل ايام فقط انتقلت مريضة الى جوار ربها بسبب افتقادها للعلاج وكثير من سكان المخيم يموتون بسبب نقض الدواء والغذاء ووصل الامر الى ان القوات العراقية منعتهم من بيع ممتلكاتهم رغم ان ذلك حق اصيل لهم وهذا ما بينته في مذكرة قانونية اوضحت ان تلك الممتلكات هي حق لهم لانهم قاموا بنقلها من مخيم اشرف ورغم مسئولية نظام المالكي عما حدث إلا ان المسئولية الاكبر تقع على الامم المتحدة والادارة الامريكية عندما نزعوا سلاح مخيم اشرف مع التعهد بحمايتهم وهي ايضا مسئولية عراقية لان الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي الانساني ينطبق على سكان اشرف والذي يجب ان يعاملوا كلاجئين على ان تقوم المفوضية السامية لرعاية اللاجئين بتأمين ما يحتاجونه من غذاء ودواء ورفع الحصار عنهم لانها قضية انسانية محكومة بالاتفاقات الدولية .
قابلتم مؤخرا شيخ الازهر وتباحثتم معه في تلك القضية . فما هي نتائج هذا الاجتماع ؟
قمت بتسليم ملفا كاملا لفضيلته حول الحصار المطبق على مخيم ليبرتي وشرحت له الظروف التي يواجهها سكان المخيم بسبب الحصار والمضايقات الناتجة عنه واشار الدكتور الطيب الى ان هؤلاء لاجئون مسلمون وضيوف على الوطن العربي كما شدد في حديثه على ضرورة احترام حقوق اللاجئين من مخيم ليبرتي والحفاظ على ارواحهم واموالهم وكرامتهم من اي اعتداء وان الحصار الجاثر الذي يواجهونه يتنافى مع تعاليم الاسلام الحنيف .
وهل اثمرت جهودكم لرفع الحصار عن مخيم ليبرتي عن تحركات ملموسة لدى الاطراف الدولية لحل تلك المشكلة ؟
للاسف هذه الجهات لم تقم بواجبها على الوجه الاكمل لان ايران هي العقبة التي تقف في وجه حل تلك المشكلة لان نظام المالكي السابق كان يأتمر بأوامر ايران اما الان فاننا نأمل ان ينظر رئيس الوزراء العراقي الجديد للامور نظرة انسانية اسلامية واخلاقية وان تحل تلك المشكلة بما يحفظ كرامتهم .
شهدت الفترة الماضية تحركات للعناصر الموالية لايران في عدد من الدول العربية . فما هي ابعاد المخطط الايراني في المنطقة؟ وهل يندرج هذا في اطار مؤامرة امريكية – اسرائيلية امريكية لتقسيم المنطقة ؟
هذا المخطط يدخل في اطار مخطط الفوضى الخلاقة التي تبحث فيه الولايات المتحدة عن التناقضات في العالم العربي لتأجيج الصراع بين عناصر التناقض المختلفة واعتقد ان ما يجري في سوريا والعراق واليمن يدخل في اطار توافق مريكي – ايراني لان المفاوضات التي تجري بين اوروبا وامريكا من جهة وايران من جهة اخرى تدخل في اطار مؤامرة امريكية ايرانية لتأجيج الصراع في المنطقة وتحطيم امكانيات المنطقة لصالح اسرائيل .