يترقب الكويتيون ظهر اليوم الخميس، كلمة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، التي سيلقيها بمناسبة حلول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وسط توقعات بأن يتجاوز الخطاب الأميري، المناسبة الدينية إلى ملفات وقضايا سياسية وأمنية.
ولم يتم تسريب أي مقتطفات من كلمة الشيخ صباح، كما أن كلمات سابقة له بهذه المناسبة لم تتجاوز المناسبة الدينية كثيراً، لكن كثير من التوقعات اليوم، تتحدث عن فرصة لحل الخلاف السياسي المعقد بين الحكومة والمعارضة في كلمة اليوم.
واستبقت شخصيات موالية للحكومة ومعارضة لها، كلمة الشيخ صباح، خلال اليومين الماضيين، لتبادل الاتهامات والسجالات السياسية المعتادة في الكويت، ما يعني انعدام فرصة الحوار بين الطرفين والوصول إلى حل ينهي القضية المعقدة بين الطرفين.
وتطالب المعارضة الكويتية، التي يقبع عدد من قادتها حالياً في السجن، بحل الحكومة والبرلمان، وإعادة العمل بقانون الانتخاب السابق، وإعادة الجنسية الكويتية لعدد من الشخصيات التي سحبت منها مؤخراً، وفتح تحقيق في قضايا فساد مالي كبرى.
وترفض الحكومة كل تلك المطالب، وتقول إن انتخابات البرلمان الحالي دستورية، وأنها أسقطت الجنسية عن عشرات الأشخاص وفق القانون الكويتي، وأنها تبذل جهودا كبيرة في مكافحة الفساد.
ويقول مراقبون إن حل الخلاف السياسي بين الحكومة والمعارضة، أصبح حتمياً بعد أن وصل إلى مرحلة معقدة تتراكب فيها الخلافات، إذا ما أراد البلد الخليجي تعزيز وحدته الداخلية لمواجهة التحديات الخارجية التي وصلت إليه بشكل فعلي أواخر الشهر الماضي باستهداف مسجد الصادق.
وتشير كثير من التوقعات إلى احتمال تدخل أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح في القضية مع تمسك كل طرف من طرفي الأزمة بموقفه وقناعاته، رغم كثرة الحديث عن المصالحة الوطنية وشروط كل طرف وضرورة تجاوز الخلافات، عقب التفجير الأسوأ في تاريخ البلاد.
وبشكل عام، ينظر الكويتيون على الدوام للشيخ صباح على أنه صمام أمان في بلد يعيش فيه أربعة مليوننسمة بينهم 1.2 مليون كويتي، ولديه برلمان منتخب وصحافة نشطة لا تعرف الخطوط الحمراء، فيما يسمح لتيارات المعارضة الدينية والعلمانية بممارسة نشاطها العلني.
وطالما تدخل الشيخ صباح في خلافات الحكومة والمعارضة، داعياً باستمرار للتهدئة وتغليب مصلحة البلاد واحترام المؤسسات والقضاء، لكن لا يمكن تأكيد تدخله هذه المرة في القضية المستمرة منذ العام 2012، أو الشكل الذي سيتدخل فيه فيما لو قرر ذلك.
ومن بين الاحتمالات التي قد تحدث بعد خطاب اليوم، إصدار عفو عام يشمل جميع الأطراف التي طالتها تهم وأحكام في قضايا سياسية منذ العام 2012، لاسيما وأن عدداً من المحكومين وبينهم قيادات بارزة من المعارضة، مدانون بالعيب بالذات الأميرية والانتقاص من مسند الإمارة.
ومن المتوقع أن تأخذ حادثة تفجير مسجد الإمام الصادق في العاصمة الكويت، والذي خلف أكثر من 250 قتيلا وجريحا من المصلين الشيعة، والدعوة إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين مكونات الشعب الكويتي، الحيز الأكبر من كلمة الشيخ صباح.