شهد قطاع الطاقة النووية الروسي بشكل دائم مخترعات ثورية. وعلى سبيل المثال فإن شهر أبريل/نيسان الماضي شهد اختراع تكنولوجيا تحويل الفضلات النووية إلى أسمدة كيميائية.
واستمرارا لتلك الإنجازات العلمية يعتزم الخبراء في جامعة تومسك التكنولوجية بسيبيريا إطلاق أول دفعة تجريبية من البطاريات النووية.
ويقوم مبدأ عمل مصدر البطارية الجديدة على “أشعة بيتا” التي من شأنها إشعاع نظير النيكل – 63 الذي يبدأ بتأثيره توليد الطاقة الكهربائية التي يمكن أن تشحن الأجهزة الالكترونية على مدى 50 عاما.
واستخدم الخبراء الروس طاقة الانحلال الناعم البطيء لنظير النيكل – 63. ومن أجل تحقيق هذا المشروع يجب وضع النيكل – 62 في مفاعل نووي سيقوم خلال فترة سنة واحدة بتحويله إلى نظير النيكل – 63 الذي يصلح انحلاله لتوليد الطاقة الكهربائية.
وقال بيوتر غافريلوف مدير مصنع التعدين الكيميائي الذي يعتبر جزءً لا يتجزأ من مؤسسة “روس آتوم” الحكومية الروسية إن عملية نشوء كمية كافية لنظير النيكل – 63 تستغرق سنة واحدة. وهذا يعني أن نموذج أول بطارية نووية روسية سيظهر في نهاية عام 2016 أو مطلع عام 2017.
يذكر أن أبعاد البطارية النووية العاملة بنظير النيكل – 63 أصغر من بطارية الليتيوم الأيونية بمقدار 30 مرة . وإنها نظيفة بيئيا ولا تلحق ضررا بالإنسان، لأن إشعاعها ناعم ويمتص ذاتيا داخل جسم البطارية.
وهناك سلبية واحدة قد تحول دون تسويق تلك البطاريات، وهي سعرها ، علما أن غراما واحدا للنيكل المشع يكلف مصنعيه 4000 دولار. وذلك بسبب تشكل سلسلة تكنولوجية معقدة لإنتاج نظير النيكل الذي لا يوجد في الطبيعة.
لكن في حال تنظيم إنتاج هذا النوع من النيكل بكميات كبيرة يمكن أن ينخفض سعره.