نعى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في كلمة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز فقال:” أيها اللبنانيون أيّها الأخوة العرب أنعي إليكم بحزن عميق جلالة العاهل السعودي وخادم الحرمين الشريفين والصديق والداعم الكبير للبنان الملك عبد الله بن عبد العزيز متقدما من المملكة العربية السعودية الشقيقة ومن جلالة الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز ومن ولي العهد سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز ومن ولي العهد سمو الأمير محمد بن نايف ومن عائلة الملك الراحل والشعب السعودي الشقيق بأحر التعازي القلبية باسمي الشخصي وباسم حزب القوات اللبنانية سائلا الله أن يتغمده بوافر رحمته ويسكنه فسيح جنانه.
وأضاف: ” لقد لعب جلالة الملك عبد الله علی الصعيدين الدولي والعربي دورا محوريا في إرساء قواعد التعاون الإسلامي – المسيحي من خلال سلسلة مبادرات رائدة ومن بينها دعمه وتمويله إطلاق مركز حوار الأديان في فيينا وزيارته التاريخية لقداسة البابا في حاضرة الفاتيكان ورعايته للعديد من مؤتمرات الحوار والمساعي السلمية.
وقد تمكن من قيادة بلاده والمساهمة في قيادة المجموعة العربية والإسلامية بحكمة وحنكة لاسيما في مرحلة صعبة بين العامين 2000 و2015 وبالأخص بعد أحداث 11 أيلول 2001 . وبفضل هذا الدور أمكن تجنيب العالم تداعيات كارثية كبيرة إذ كان صاحب كلمة مسموعة في تغليب نهج الاعتدال فواجه حيث كان ينبغي أن يواجه وغلب الحوار وخيار المهادنة حيث وجد فرصة لذلك. لم يوفر جلالة الملك الراحل أي جهد لدعم قضايا الشعوب العربية وفي مقدمها قضية فلسطين حيث كان وراء المبادرة العربية للسلام والتي تبنّاها مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في بيروت في العام 2002.
ولفت جعجع إلى أن “جلالة الملك الراحل “كان خير ظهير للشعوب العربية جمعاء في تطلعها إلي الحرية والعدالة وبالأخص في سوريا والعراق ومصر وليبيا. ولا بد لي أن استحضر وقوف الملك عبد الله ولا سيما في السنوات العشر الأخيرة وكما درجت المملكة دائما وتقليديا الی جانب لبنان وشعبه قلبا وقالبا فكان خير داعم للشعب اللبناني المنتفض لكرامته في العام 2005 كما كان دافعا رئيسيا نحو إقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ووقف إلي جانب لبنان في معاناته بعد عدوان تموز فدعم لبنان واللبنانيين من دون تمييز طائفي أو مذهبي ولم يبخل بأي مساعدة سواء مباشرة أو عبر دعم وتمويل مجموعة كبيرة من مشاريع البنی التحتية والإنمائية من خلال البنك الإسلامي. ولا يمكن نسيان مبادرته بتقديم الودائع المالية الكبيرة حفاظا علی استقرار الليرة اللبنانية وصولا إلي مكرمته الأخيرة بتقديم هبة بلغت قيمتها أربعة مليارات دولار دعما للجيش اللبناني .
وختم جعجع:”لقد أولی الملك عبد الله لبنان محبة خاصة وجميعنا يتذكر العلاقات التي كانت تربطه دائماً بالزعماء اللبنانيين كافة من كميل شمعون إلی رفيق الحريري وحتى يومنا الحاضر. ولا يسعني إلا أن انوه بالعلاقة الشخصية الطيبة التي جمعتني بجلالته وأني أتمنی لجلالة العاهل السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز ان يكون خير خلف لخير سلف في متابعة مسيرة قيادة المملكة بدورها الرائد في المنطقة والعالم. رحم الله جلالة الملك عبد الله وأسكنه فسيح جنّاته.