زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، مقر “دبي العطاء”في مدينة دبي الطبية واطمأن سموه على سير العمل فيها والانجازات التي تحققت على مدى ثمان سنوات منذ تأسيسها وتحقيق رؤية سموه في توفير فرص التعليم الاساسي في الدول النامية.
وتجول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ال مكتوم، ولي عهد دبي وريم بنت ابراهيم الهاشمي، وزير دولة رئيسة “دبي العطاء” و خليفة سعيد سليمان، مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي في أروقة ومكاتب هذه المؤسسة الوطنية الانسانية، التي تعنى بتعليم الاطفال المحرومين حول العالم خاصة في دول العالم الثالث وإطلع سموه ومرافقوه على برنامج عمل المؤسسة واستراتيجيتها، التي تتركز على محورين اثنين، أولهما الاداء الامثل لكسر حلقة الفقر في أوساط المجتمعات المستهدفة والتركيز على تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، مؤسس وراعي ” دبي العطاء” على أرض الواقع وذلك عبر زيادة نسبة إلتحاق الاطفال في المدارس والتأكد من جودة التعليم الذي يتلقونه وهذا لن يتحقق حسب الشرح الذي قدمه أمام سموه الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، طارق القرق، إلا من خلال بناء وترميم الفصول الدراسية في المدارس القائمة والجديدة وتزويدها بمياه الشرب الصالحة والمرافق الصحية والتغذية السليمة إلى جانب توفي مستلزمات التلاميذ كالحقائب والقرطاسية وغيرها.
أما الامر الثاني الذي تركز عليه استراتيجية ” دبي العطاء” تدريب المعلمين وتأهيلهم وتطوير المناهج الدارسية في المدارس، التي تشرف عليها حتى يتسنى للطلبة الحصول على تعليم مناسب يلبي احتياجاتهم في المعرفة والعمل في المستقبل ويؤهلهم للمستقبل كي يعتمدون على أنفسهم في مرحلة ما بعد التعليم.. وكذلك التركيز على تنمية الطفولة المبكرة من خلال التحاق الاطفال في الروضة تمهيدا لانتقالهم إلى مرحلة التعليم الاساسي وكذا العمل على زيادة نسبة القراءة والكتابة في أوساط الاطفال وذويهم وأخيرا المساواة بين الجنسين “الذكور والاناث” في الدارسة إذ هناك مجتمعات ما تزال ترفض تدريس البنات والتحاقهن بالمدارس أسوة بالاولاد.
وتضمن الشرح تسليط الضوء على السياسة التي تتبعها المؤسسة في توظيف أموالها التي بلغت حتى الان اكثر من نصف مليار درهم تغطي تسعا وثلاثين دولة في أفريقيا واسيا وأوروبا والكاريبي وتستهدف نحو اربعة عشر مليون طفل وضمان وصولها إلى اهدافها بعيدا عن الهدر والفساد فقد عقدت شراكات مع وكالات تابعة للامم المتحدة تعمل في ميدان التعليم والطفولة ومنظمات دولية غير حكومية يتم التنسيق معها بهذا الشأن.
وتبنت المؤسسة توجيهات صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بشأن الابتكار وترجمت توجيهات سموه على الارض من خلال تشجيع الابتكار في المناطق التي تعمل فيها وبدأت تعتمد الرصد والتقييم عبر الزيارات الاسبوعية التي يقوم بها موظفوها إلى الدول المعنية لتجميع المعلومات والمتابعة الميدانية لسير عملية التطوير المدرسي واستنباط الافكار البناءة من المعلومات التي تم تجميعها والكشف عن السلبيات والعمل على تصحيحها وتجاوزها وصولا إلى رؤية إيجابية قابلة للتطبيق في الميدان وهذا يتم بالتنسيق والتعاون مع وزارات التربية والتعليم في الدولة المستهدفة.
وأعلنت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، أن برامج “دبي العطاء” حصلت على اعتراف عالمي من الجهات الدولية المختصة كالبنك الدولي والامم المتحدة ونالت شرف عضوية مبادرة أمين عام الامم المتحدة الخمسية والتي أعلنها، بان كي مون، مؤخرا تحت عنوان “التعليم أولا” والتي تشارك فيها 20 منظمة دولية.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أشاد بعد تفقده مكاتب وأقسام المؤسسة ولقاء الموظفين والموظفات فيها بجهود “دبي العطاء” الإنسانية ووصولها إلى مستويات عالمية في نشر وتعميم التعليم الاساسي في المجتمعات الفقيرة وتوفير فرص التعليم المبكر للاطفال المحرومين ما جعلها مؤسسة عالمية بامتياز تحظى باحترام الدول والمنظمات الدولية ذات الصلة وتستقطب الدول والجهات الداعمة لمشاريعها التعليمية لضمان استمراريتها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية البعيدة المدى.
وأكد سموه أنه يدعم ويشجع كل البرامج والمشاريع التي تنفذها المؤسسة في مناطق عديدة حول العالم.. مشيدا بعطاءات أهل الخير من مجتمع دولتنا العزيز شركات وأفراد الذين يساهمون بعطاءاتهم في تعزيز أهداف وبرامج المؤسسة الانسانية.. معتبرا سموه أن مجتمعنا العربي المسلم هو نبع الخير والعطاء ويعتز بقيمه وأخلاقه الإنسانية التي تحتم عليه مساعدة المحتاجين ومد يد العون إلى كل فقير ومحروم دون النظر الى انتمائه الجغرافي أو العرقي أو الديني.
وتمنى سموه لجميع العاملين في المؤسسة التوفيق والنجاح على طريق خدمة العلم والتعليم وتقديم أرقى أساليب ومقومات التعليم للاطفال المحرومين من هذا الحق الإنساني المشروع.