حذر “مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة” التابع لـ”دار الإفتاء المصرية” من خطورة محاولات تنظيم “داعش” السيطرة على مناطق محددة بسيناء والانطلاق منها نحو ضم المزيد من الأراضي والمناطق المجاورة، كما يفعل في سوريا والعراق.
وأكد المرصد أن “التحليل الدقيق لممارسات التنظيم وأدبياته التي ينشرها بين أعضائه تشير إلى محاولات التنظيم الحثيثة لتغيير استراتيجية العمل في سيناء من مرحلة “النكاية والإنهاك” إلى مرحلة “إدارة أرض التوحش”، والتي تعني التحول من العمليات النوعية في سيناء في أوقات مختلفة ومناطق متباعدة وعلى فترات زمنية متفاوتة، معتمدة على أسلوب الهجوم ثم الفرار والاختباء، إلى استراتيجية جديدة تسمى لدى التنظيم “إدارة أرض التوحش”، والتي تعني السيطرة على مناطق محددة لتكون مراكز تجمع المقاتلين، ثم الانطلاق منها إلى المناطق المجاورة وضمها لسيطرة التنظيم، وهو الأسلوب نفسه الذي اتبعه التنظيم في كل من سوريا والعراق”.
وأكد المرصد أن “الاستراتيجية الجديدة للتنظيم تقوم على بث الرعب وإشاعة الأخبار الكاذبة التي من شأنها التأثير في معنويات جنود الجيش المصري، وتصدير صورة وحشية عن التنظيم تخلق هاجسا لدى أفراد الجيش من مواجهة هذا التنظيم، وذلك من خلال عدة أساليب، أهمها تنفيذ عمليات قتل وحشية وتصويرها ونشرها لبث الرعب والخوف في نفوس الجنود من ملاقاة المصير نفسه إذا وقعوا أسرى لدى أفراد داعش”.
وقال المرصد إنه “يضاف إلى ذلك نشر الأخبار الكاذبة أثناء تنفيذه العمليات، وذلك من خلال أدواته (أي داعش) الإعلامية الضخمة والمنتشرة على مختلف وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، والتي تقوم بنشر أخبار كاذبة بالتزامن مع الهجمات الإرهابية للتأثير في نفوس جنود الجيش ودفعهم إلى الانسحاب والهروب، وقد نجح هذا الأسلوب في دول مجاورة، إلا أن الجيش المصري لم يقع في هذا الفخ، وقد صمد جنوده وضباطه أمام تلك الأقاويل، واستطاعوا رد الهجوم ودحر المعتدين ودفهم إلى جحورهم بعد قتل العديد منهم”.
وأشار المرصد إلى أن “التنظيم سيحاول إعادة الكرة مرة أخرى للسيطرة على مناطق محددة من أجل جذب المقاتلين إليها، وتجميع قواته ومعداته في بؤرة ارتكاز، والانطلاق نحو المناطق المجاورة، فإذا لم يتمكن فإنه سيقوم بالعودة إلى مرحلة “النكاية والإنهاك”، والتي تتضمن القيام بعمليات إرهابية نوعية تهدف إلى إضعاف قوى الأمن وتشتيتها، وإضعاف مؤسسات الدولة، والعمل على دفع المواطنين إلى فقدان الثقة في مؤسسات الدولة وقدرتها على التصدي للتنظيم، فإذا تحقق له ما يريد، فإنه ينتقل إلى مرحلة “إدارة أرض التوحش”، بالسيطرة على مناطق وضم أخرى، والانطلاق باتجاه المناطق المجاورة”.
وأكد المرصد أن “بسالة وتضحيات قوات الجيش والشرطة في مواجهة إرهاب “داعش” تمثل حجر عثرة أمام التنظيم للسير قدما في مخططه، لذا ينبغي على كل مصري حريص على وطنه أن يتكاتف ويتضامن ويدعم جهود الجيش والشرطة في القضاء على هذا التنظيم وقطع دابره من بلادنا، كي تكون المواجهة في مصر نقطة تحول في مسار مواجهة الإرهاب في المنطقة حتى يتم دحره والقضاء عليه من منطقتنا العربية والإسلامية”.