كشفت مصادر في الخارجية العراقية، أن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، يتعرض لضغوط من قبل أطراف في التحالف الوطني العراقي (الشيعي) لمنعه من إصدار بيان تعزية بوفاة وزير الخارجية السعودي السابق، سعود الفيصل.
وقالت رئيس دائرة أوروبا في الوزارة، صفية السهيل، في تصريح إن الجعفري “بحث مع عدد من قيادات التحالف الوطني إصدار بيان لتعزية السعودية بوفاة وزير خارجيتها، كما اجتمع بلجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي لبحث هذا الموضوع”.
وأضافت السهيل أن الجعفري “لم يتوصل إلى اتفاق في اجتماعه مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، النائب حسن شويرد، بشأن إصدار بيان”، مؤكدة أنه “من المقرر عقد اجتماع آخر مع اللجنة البرلمانية السبت (اليوم) لدراسة الموضوع”.
ولم يصدر حتى الآن أي بيان تعزية بوفاة الفيصل من القوى السياسية الشيعية، فيما سارعت القوى السنية والكردية إلى إصدار بيان تعزية فور سماعها نبأ وفاة الوزير السابق.
وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم، عبر عن تعازيه بوفاة سعود الفيصل، فيما قال نائبه رئيس كتلة “متحدون” السنية، أسامة النجيفي، إن “المملكة والأمة العربية الإسلامية فقدت شخصية ذات دور تاريخي حافل بالإنجازات”.
من جانبه، قدم نائب الرئيس العراقي لشؤون المصالحة الوطنية، إياد علاوي (شيعي ليبرالي)، تعازيه إلى السعودية، واصفا الفيصل بـ”المجاهد والمناضل العنيد في الدفاع عن أمته”.
وتشنجت العلاقة بين البلدين الجارين، بعد دخول القوات العراقية إلى دولة الكويت عام 1990، ما دفع الرياض إلى إغلاق سفارتها في بغداد.
كما شهدت العلاقات السعودية العراقية خلال فترة حكم رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، قطيعة تامة، بسبب اتهامه للرياض بـ”دعم الإرهاب والعنف في بلده”.
يشار إلى أن الجعفري شارك في مؤتمر جدة لمكافحة التنظيمات الإرهابية، الذي عقد في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، وأعلن في آذار/ مارس الماضي، أنه “يجري حاليا تأثيث مبنى السفارة السعودية في بغداد تمهيداً لمباشرة عملها، وأن هناك تأكيدات مستمرة من الحكومة السعودية بفتح سفارتها في بغداد”.
ووصل وفد سعودي رفيع المستوى في 4 كانون الثاني/ يناير الماضي، إلى بغداد، والتقى وكيل وزارة الخارجية، نزار الخير الله، لبحث الترتيبات والإجراءات اللازمة لإعادة فتح السفارة.
وأبلغت السعودية العراق في وقت سابق بأن سبب تأخر افتتاح سفارتها في بغداد “لا يحمل أي أبعاد سياسية، وإنما هناك مشاكل لوجستية وفنية تعيق الافتتاح”.
وكان الديوان الملكي في السعودية أعلن الخميس الماضي وفاة وزير الخارجية السابق، سعود الفيصل، في الولايات المتحدة، بعد شهرين من ترك منصبه الذي ظل يشغله 40 عاما.