بوابة العرب اليوم
اذكر عندما كنت صغيرة حوارا كان بين جدي رحمة الله عليه وبين أمي أطال الله في عمرها وختزلت من ذاك الحوار جملة لا أعلم لماذا بقيت في ذاكرتي ولا أعلم ما معناها وهي جملة معرفة الناس شطارة وهل هذه الجملة حمالة وجوه ام على معنى واحد ولكن على حسب رأيي الشخصي أعتقد أن جدي كان يقصد ان من الشطارة معرفة الأشخاص من هو الكاذب من هو الصادق ومن أتى لمصلحة ومن الذي يغش ومن الذي سيهديك إلى الخير ويجنبك طريق الشر .
لذ اقول معرفة الناس نوع من الفراسه كما اعتقد ومن الذكاء الذي لا يتواجد عند كثيرا من البشر ولكن في زمن أصبحت فيه الواسطة منتشرة في المجتمع وأصبحت أخطر من الرشوة لأن الرشوة تحارب رغم شيوعها في مكان ما و لكن الواسطة سوسة تنخر في المجتمع من دون ظابط ولا رقيب تذكرت جملة جدي عندما زارتني صديقة عربية من مواليد الدولة وزميلة طفولة ودراسة وهي تشتكي من عدم اتمام معاملة لها في أحدا الدوائير الحكومية ثم بعد فترة من الزمن اتصلت عليها أسأل عن احوالها وماذا فعلت بالمعاملة فقالت لي لقد اعطيت احدا من الأشخاص ؤمبلغا من المال لكي يخلص المعاملة من خلال معرفته بالموظفين الذين يعملون في الدائرة الفلانية إذا معرفة الناس في هذه الحالة ربما تشكل دخل جيد للذين يعرفون كيف يكونون علاقات عامه من أجل اللعب في هذا المضمار بعيدا عن معنى هذه الواسطة هل هي حرام ام حلال لجل هذا اقول معرفة الناس هي تجارة فيها أحيانا بل كثيرا من الخبث والمصلحة ولكن أقرب المعنى إلى قلبي معنى جدي معرفة الناس شطارة
