انهارت هدنة اليمن مع اشتداد المعارك والغارات الجوية المستمرة، وسط تبادل للاتهامات حول المسؤول عن إفشال هذا المسعى الأممي، لتخفيف حدة الأزمة الانسانية في البلاد.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر سياسية في صنعاء قولها إن انهيار الهدنة “يعد ثاني فشل لمهمة المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بعد فشل المشاورات التي سعى إليها وأشرفت عليها الأمم المتحدة في جنيف منتصف الشهر الماضي، بين طرفي النزاع في البلاد”.
وأضافت المصادر أن “الحوثيين خرقوا الهدنة، رغم أنهم أعلنوا موافقتهم عليها، ويبدو أن هناك مواقف متباينة بين تحالف الحوثيين مع القوات الموالية للمخلوع صالح”، وذلك “بدليل التعزيزات العسكرية الكبيرة التي جرى الدفع بها إلى تعز ومأرب، قبل ساعات فقط من بدء سريان الهدنة”.
من جهته أكد العميد شرف لقمان المتحدث باسم قوات الجيش المتحالفة مع الحوثيين في بيان يوم السبت “قواتنا المسلحة والأمن تحتفظ بحقها في مقارعة ومطاردة عناصر تنظيم القاعدة وداعش دفاعا مشروعا عن أبناء شعبنا.”
إحباط ولامبالاة
امتزجت مشاعر اليمنيين بين إحباط ولا مبالات بشأن انهيار الهدنة، بينما يرى معارضو صالح والحوثي أن “الحرب الجوية على المتمردين غير كافية، وأنه لا بد من تدخل بري سريع وعاجل يستهدف مناطق معينة ويمنع سقوط كل المناطق بيد الانقلابيين.”
ونقلت الشرق الأوسط عن يمنيين قولهم إن “الهدنة لا تشكل فرقا بالنسبة إلى المواطن اليمني العادي، فالأزمة الغذائية وأزمة المشتقات النفطية والغاز المنزلي وانعدام الكهرباء وغيرها من الأزمات المترتبة على الحرب مستمرة، سواء كانت هناك هدنة أو لم تكن، وقد حدث ذلك إبان الهدنة السابقة (التي أبرمت في مايو (أيار) الماضي)”.
مجلس حوثي
في غضون ذلك، قالت مصادر مقربة من المتمردين الحوثيين، أمس، إن الجماعة تعكف على دراسة تشكيل مجلس انتقالي وحكومة لتسيير أعمال الدولة المعطلة منذ الانقلاب الذي قاده الحوثيون على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وحكومة الكفاءات برئاسة خالد محفوظ بحاح.
وكان حمزة الحوثي، وعقب عودته من ترؤس وفد الحوثيين إلى مشاورات جنيف، منتصف الشهر الماضي، أعلن أن المكونات السياسية المشاركة من صنعاء في المشاورات، تدرس خيار تشكيل “حكومة شراكة وطنية”، في الوقت الذي تمنع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي اتخاذ أية خطوات أحادية الجانب.