لقد ساور هذه الأيام هاجس الخوف النظام من قمة رأسه حتى أخمص قدمه إزاء فترة تلي المهلة النووية النهائية. وبحسب ما يذعن به الرموز والمسؤولون في النظام، يلعب ما يترتب على هذا الحادث من تداعيات سواء تنتهي القضية بتجرع السم أم بقلب طاولة المفاوضات، دورا مؤثرا ونوعيا في مستقبل النظام… وبهذا الشأن يؤكد الملا ناصري خطيب صلاة الجمعة للنظام في مدينة يزد يقول:
«يتابع العدو بعد قضية النووية، الازدواجية في البلاد حيث يبحث عن خلق الفتن في البلاد… ولتكن وسائل الإعلام في غاية الحذر حتى لا تمس وحدة المجتمع بسوء».
ومن الواضح أنه وفي ثقافة المغالطة للملالي فإن إشارات نظير «الازدواجية» و«التفرقة» و«المس بوحدة المجتمع» تبين ارتفاع نبرة الصراع الفئوي وتحوله إلى مرحلة الانقسامات الداخلية وحدوث التسونامي الهائل جراء الاحتجاجات والانتفاضات الاجتماعية. وكيفية تصدي هذه الأخطار الكبيرة هي قضية ركزت عليها تصريحات تتخذها العناصر التابعة لكلتا العصابتين في النظام وعناوين تنشرها وسائل الإعلام التابعة لها. وكان الولي الفقيه للملالي من أصدر قبل كل واحد أمرا بتصيد القمع والتنكيل في حد أكبر خاصة ضد الجامعيين.
وتبين الأخبار الاحتجاجية خلال الأيام الماضية أنه ليس فقط النظام لم يتمكن من التغلب على الشباب البواسل والتحررين وذلك رغم ارتفاع نبرة القمع وزيادة عدد الإعدامات والجلد بالسوط أمام المرأى العام فحسب وإنما اتخذت الاحتجاجات الشعبية أبعادا كمية ونوعية لها بشكل ملحوظ. منها لاحظنا في الجامعات هكذا حركات احتجاجية مستمرة وفيما يلي نماذج لهذه الاحتجاجات:
ـ تجمع احتجاجي لأكثر من 100 طالب في جامعة العلوم الاقتصادية أمام برلمان النظام يوم 6تموز/ يوليو.
ـ تجمع احتجاجي لمجموعة من طلاب الجامعة الفنية المسماة بجمران أمام مكتب التعليم في الجامعة يوم 5تموز/ يوليو عقب نشر إشاعات تقضي ببيع الأقسام الداخلية للطلاب من قبل مديري النظام.
ـ تجمع احتجاجي لأكثر من 200 من طلاب جامعة الفن بمدينة إصفهان أمام مكتب الإدارة في الجامعة احتجاجا على ما اتخذه المديرون في هذه الجامعة من سياسة جديدة وهي تقضي بحرمان الطلاب المحتجين من حضور الأقسام الداخلية.
وتعتبر زيادة حالات وقوف الشباب بوجه النظام وقوى الأمن الداخلي القمعيين والدوريات القمعية وتصديهم لهم جانبا آخر يدل على تعرض النظام لمأزق في ممارسته القمع. ومن ضمن الأخبار الجديدة في هذا الشأن يمكن الإشارة إلى النقاط التالية:
ـ تجمع احتجاجي للمواطنين والشباب ضد فتح مركز للتخابر في بلدة اكباتان وفي شارع جمهوري وإسقاط وتمزيق صور ولافتات لميليشيات الباسيج في مناطق بالعاصمة طهران.
ـ هجوم الشباب على ميليشيات الباسيج في «بوستان ولايت» جنوبي العاصمة طهران وتأديب العملاء.
ـ اشتباك بين الشباب وعملاء مرتدين بالزي المدني ومنع الشباب إياهم من التصوير بعد نهاية مباراة كرة الطائرة بين إيران وروسيا.
ـ تجمع احتجاجي لمجموعة من العوائل والأقارب للشباب المعتقلين تحت عنوان الإجهار بالإفطار أمام الادعاء العام للنظام المتخلف في شارع «15خرداد».