شرعت تركيا في إقامة جدار باستخدام القوالب سابقة التجهيز على امتداد جزء من حدودها مع سوريا، وتعزيز سياج من الأسلاك، وحفر خنادق إضافية، بعد أن فجر انتحاري يعتقد أنه ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) نفسه فقتل 32 شخصا أغلبهم طلبة في بلدة حدودية هذا الأسبوع.
وقال مسؤول حكومي رفيع المستوى، في تصريح صحافي، إن “جدارا بالقوالب الجاهزة طوله 150 كيلومترا، سيقام على امتداد جزء من الحدود، وسيتم تعزيز سياج من الأسلاك في مناطق أخرى”.
وأضاف أنه “سيتم تركيب أنوار كاشفة على امتداد 118 كيلومترا، وسيجري إصلاح طرق الدوريات الحدودية، كل ذلك بتكاليف تبلغ نحو 230 مليون ليرة (86 مليون دولار)”.
وتابع أن حوالي نصف العربات المدرعة التي تقوم بدوريات حدودية، موزعة على امتداد الحدود السورية، كما أن نصف قوة حرس الحدود المؤلفة من 40 ألف جندي، موزع على الحدود السورية.
من جانبه، قال الجيش إنه “يعمل على حفر خندق بطول 365 كيلومترا على امتداد الحدود، وإنه نشر حوالي 90% من الطائرات دون طيار وطائرات الاستطلاع على الحدود مع سوريا”.
وشدد الجيش إجراءات الأمن في مناطق حدودية خلال الأسابيع الأخيرة مع اشتداد الصراع في سوريا، الذي يشارك فيه مقاتلو ميلشيا كردية ومتشددون إسلاميون وقوات الأمن السورية.
وفي السياق ذاته، قال بولنت أرينج، نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة للصحافيين خلال استراحة في اجتماع مجلس الوزراء مساء أمس الأربعاء: “جرى تحديد قطاعات حيوية (في الحدود). وستعطى الأولوية لهذه المناطق، وستتخذ التدابير بكل الإمكانيات التكنولوجية”.
وأدى التفجير الانتحاري -الذي وقع الإثنين الماضي في بلدة “سروج” جنوب شرق تركيا- إلى تسليط الضوء على المخاوف من امتداد الصراع السوري إلى الجارة الشمالية.
وأعرب مسؤولون أتراك عن اعتقادهم بأن المفجر الانتحاري في هجوم سروج تركي عمره 20 عاما سافر إلى سوريا العام الماضي بمساعدة جماعة تربطها صلات بتنظيم الدولة الإسلامية.
ومنذ فترة طويلة يبدي حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي مخاوف بشأن السيطرة على الحدود مع سوريا، والتي تتحول في بعض المناطق إلى حدود موازية مباشرة مع الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما “تحدث هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء، واتفق الإثنان على العمل معا لوقف تدفق المقاتلين الأجانب على سوريا وتأمين الحدود التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر”.
اشتباكات
وقال مسؤول تركي، اليوم الخميس، إن بلاده أرسلت طائرات مقاتلة إلى الحدود السورية عقب اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية. ولم يذكر المسؤول أي تفاصيل بشأن سبب الدفع بالطائرات.
وفي وقت سابق قتل جندي تركي وأصيب آخر في اشتباكات مع المتشددين عبر الحدود.
توترات كردية
وقالت هيئة الأركان العامة اليوم الخميس إنه جرى القبض على أربعة يشتبه أنهم من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية بصحبتهم أربعة أطفال، وهم يحاولون العبور إلى سوريا في محافظة غازي عنتاب الجنوبية يوم الأربعاء، وذلك في أحدث عملية اعتقال من نوعها.
وكان تفجير سروج أثار غضب الأقلية الكردية التي يشتبه كثير من أفرادها أن الحكومة أيدت الدولة الإسلامية ضمنا في سوريا ضد القوات الكردية. وتنفي أنقرة ذلك بشدة.
وأعلن متشددون أكراد مسؤوليتهم عن قتل إثنين من ضباط الشرطة أمس الأربعاء فيما قالوا إنه رد على تفجير سروج.
وفي إقليم تونجلي الشرقي، فتح مسلحون النار على قاعدة عسكرية ما أدى إلى اشتباك قصير. وفي “فان” قرب حدود إيران، قال بيان للجيش إن متشددين أشعلوا النار في شاحنات وفتحوا النار على جنود.
كما عطل متمردون حركة المرور على الطرق السريعة، وأشعلوا النار في سيارات في محافظات مختلفة في شرق البلاد.