قال محللون إسرائيليون إن إيران ما بعد الاتفاق النووي تسعى جاهدة لخنق الاقتصاد السعودي في المقام الأول، وأن إسرائيل ومصر من بين الدول المستهدفة إيرانيا، مطالبين بتشكيل تحالف بين الدول الثلاث، لمنع إيران من بسط هيمنتها على المنطقة.
وأشار المحللون، في تحليل نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية، إلى أن القياس على التجارب التاريخية يؤكد أن الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في فيينا، 14 يوليو الجاري، سيؤدي إلى حرب حتمية، ودللو على ذلك بأن “معاهدة ميونخ” التي تم التوقيع عليها عام 1938، بين ألمانيا النازية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بمباركة القوى العظمى، أدت إلى تخلي بريطانيا وفرنسا عن تشيكوسلوفاكيا لصالح ألمانيا، على أمل إنقاذ العالم من الحرب.
وزعم المحللون أن “الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى هو نموذج جديد لتخلي الولايات المتحدة والدول الكبرى عن إسرائيل والسعودية ومصر، وأن الرئيس باراك أوباما كان عليه الاختيار بين الحرب وعدم احترام الذات، وأنه حين قرر اختيار عدم احترام الذات، فإنه بذلك اختار الحرب أيضا، تماما مثلما حدث عام 1938″، على حد تعبيرهم.
وطبقا للتحليل الذي نشرته الصحيفة العبرية الأحد، “حاول أوباما تشكيل سياسات خارجية تحمل إسمه، ولكنه أحدث فشلا ذريعا لم تشهده فترة حكمه السابقة، كما أنه خان أصدقاء الولايات المحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، وعزز من فرضية سباق التسلح النووي بالمنطقة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “سياسة المصالحة في ثلاثينيات القرن الماضي تسببت في قيام ألمانيا بشن الحرب، وأن تلك السياسات على مر التاريخ لم تجدي نفعا لمن يتبعها، وأن إتفاق فيينا يمثل تخليا عن متطلبات الأمن القومي الإسرائيلي والسعودي والمصري، حيث مهد أوباما الطريق أمام إيران لإمتلاك السلاح النووي، ويشجع تطلعاتها لبسط هيمنتها السياسية والعسكرية على المنطقة”.
ويقول محللو الصحيفة، إن “رئيس وزراء المملكة المتحدة في حينه ونستون تشرشل وصف معاهدة ميونخ بأنها “هزيمة شاملة”، وأن “إتفاق فيينا” بين إيران والدول العظمى يستحق الوصف ذاته، حيث بدأ أوباما بمقولة أن عدم التوقيع على إتفاق، أفضل من التوقيع على إتفاق سئ، ولكنه في النهاية إتبع سياسة أن أي إتفاق حتى ولو كان سيئا، أفضل من عدم التوصل إلى إتفاق، على الرغم من أن إيران تقع تحت ضغوط إقتصادية هائلة، وكان من الممكن أن يتم إجبارها على الخضوع”.
وتعتبر الصحيفة أن “اتفاق فيينا شأنه شأن معاهدة ميونخ “هزيمة شاملة للولايات المتحدة الأمريكية”، وأن الفصل الأخير في هذا الإتفاق هي الحرب، حيث أن سباق التسلح النووي في المنطقة قد بدأ بالفعل، وتوجهت السعودية إلى باكستان لكي تشتري القنبلة النووية، فيما ستتوجه مصر وتركيا إلى روسيا أو الصين أو كوريا الشمالية للغرض ذاته”، على حد زعمهم.
وأشارت إلى أن إيران تزرع بذور الحرب على جبهتين، الأولى في المحور الشمالي البري، بين العراق وسوريا ولبنان، والثاني المحور الجنوبي البحري، الذي يشمل السيطرة على مضيق هرمز ومضيق باب المندب.
وأرجع المحللون المحاولات الإيرانية إلى رغبتها في خنق الاقتصاد السعودي والمصري والإسرائيلي، وفي حالة الأخيرة تريد أن تغلق عليها إيران المدخل الجنوبي البحري، المؤدي من وإلى ميناء إيلات، فضلا عن سعيها لإيجاد ممر يقود أسطولها البحري إلى البحر المتوسط، وضمان إقامة علاقات إستراتيجية مع دول أفريقيا، لافتين إلى أن الاتفاق النووي وُقع بين “الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، الصين، فرنسا، وإيران، وبالتالي فإن مصر والسعودية وإسرائيل يمتلكون حق الدفاع عن أنفسهم، ولا شأن لهم بهذا الاتفاق”.