في إطار أعمال مرصد الانتخابات البرلمانية مصر 2015 التابع ” للبعثة الدولية المحلية المشتركة ” فقد تم إصدار التقرير الرابع لرصد أحداث العنف والإرهاب ودلالتها المرتبطة بالعملية الانتخابية خلال الفترة من 24- 29 يناير 2015 وهي الفترة المتزامنة مع ذكرى ثورة 25 يناير 2011 وفي نفس الوقت المتزامنة مع تواصل إجراءات العملية الانتخابية .
رصد التقرير 58 حالة عنف بزيادة قدرها 61% عن عدد الحالات في الاسبوع الماضي وقد نال استهداف المواطنين وأماكن تواجدهم النصيب الأكبر من أحداث العنف والتفجيرات التي شهدتها مختلف المحافظات المصرية حيث كان نصيبهم 77% من الحالات كما أن استهداف المنشآت الشرطية والعسكرية كان نصيبه 23% تقريبا.
فيما يتعلق بالتوزيع الجغرافي لأحداث العنف فقد اتسع نطاقه ليشمل 18 محافظة مقارنة بـ10 محافظات في الأسبوع الماضي .
وفي سياق تحليله لدلالات الإحصائيات والأرقام المتعلقة بأحداث العنف والإرهاب والتفجيرات ومحاولات التفجير التي شهدتها الفترة التي يغطيها التقرير كشف المرصد عن مجموعة من الدلالات أهمها :
تصاعد أعمال العنف بشكل غير مسبق خلال الأسبوع المنصرم في مختلف المحافظات المصرية تزامنا مع مرور أربع سنوات على ثورة 25 يناير 2011 مع استمرار التزايد الطردي في أعداد التفجيرات ومحاولات التفجير والاعتداءات كلما اقتربنا من موعد إجراء الانتخابات البرلمانية ” 58 حالة مقارنة بـ 36 حالة الأسبوع الماضي ” بزيادة قدرها 61% .
ثم استمرار تصاعد استهداف المنشآت المدنية وأماكن تجمع المواطنين بشكل كبير ” 45 حالة من إجمالي 58 حالة ” بنسبة 77.6% وهو ما يشير بوضوح إلى رغبة القوى التي تقف وراء هذه التفجيرات في نشر حالة من الفزع من التجمعات العامة ومن ثم التأثير على الحق في ممارسة المواطنين لحقوقهم التصويتية في الانتخابات وحق المرشحين في إقامة اللقاءات العامة للدعاية لأنفسهم .
أيضا هناك زيادة ملحوظة في استهداف المنشآت القضائية ورجال القضاء بمعدل 5 حالات مقابل حالتين في الأسبوع الماضي وهو مؤشر لا يمكن أن ينفصل عن دور القضاء كمشرفين على العملية الانتخابية القادمة .
واتساع حيز المحافظات التي شهدت التفجيرات وأحداث العنف لتشمل 18 محافظة مقابل 10 محافظات في الأسبوع الماضي وهو ما يدلل على رغبة القوى التي تقف وراء التفجيرات في نشر حالة عامة من الفزع تصل إلى كل أرجاء جمهورية مصر العربية .
أخيراً أحداث العنف التي شهدتها مصر في ذكرى 25 يناير سيكون لها تأثير ملموس على مواقف عدد من القوى السياسية فيما يتعلق بالمشاركة في الانتخابات خاصة فيما يتعلق بواقعة استشهاد الناشطة اليسارية شيماء الصباغ حيث تم تداول خطاب إعلامي لبعض المحسوبين على عدد من الأحزاب السياسية يشير إلى استخدام الواقعة كمبرر للتهديد بمقاطعة الانتخابات .