يعاني ملايين البشر في العالم من إعتام عدسة العين، الذي في نهاية المطاف يسبب فقدان البصر بصورة كاملة.
يعالج إعتام عدسة العين في الوقت الحاضر عن طريق استئصال العدسة جراحيا أو بواسطة أشعة الليزر وتبديلها بعدسة اصطناعية. البحوث الأخيرة التي أجراها علماء من الصين والولايات المتحدة تعطي الأمل في أن تصبح هذه العمليات في خبر كان، وتحل محلها قطرة خاصة، تعيد العدسة الى حالتها الأولية.
كما هو معلوم، يتسبب تمسخ البروتين (تغير طبيعة البروتين الأصلية) في إعتام عدسة العين. ولكن لفترة طويلة لم يعرف سبب هذا التغير. ألمحت نتائج دراسات سابقة الى أن إعتام عدسة العيم قد يكون مرتبطا بجزيئات الستيرويد – انوستيرول. استنادا الى هذه النتائج تمكن علماء من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو الأمريكية وجامعة صن يات صن الصينية من تحقيق اختراق كبير في هذا المجال.
جاء في التقرير المنشور في مجلة “Nature ” العلمية، ان علماء البيولوجيا الجزيئية اكتشفوا لدى طفلين يعانيان من نوع وراثي لإعتام عدسة العين، نفس التغيرات التي يسببها انتاج مادة انوستيرول في الجسم. لم يلاحظ هذا الأمر لدى والدي الطفلين.
لتحديد كيف يتم منع حدوث إعتام العين، أجرى العلماء ثلاث تجارب منفصلة. خلال التجربة الأولى عالجوا خلايا عدسة العين البشرية المصابة بمادة انوستيرول في المختبر، واكتشفوا ان درجة إعتام العدسة انخفضت.
بعد ذلك اختبر العلماء هذه القطرة على أرانب مصابة، وبعد مضي ستة أيام شفي من المرض كليا او جزئيا 11 أرنبا من مجموع 13 .
للتأكد من فعالية هذه القطرة قرر العلماء اختبارها على سبعة كلاب مصابة بإعتام عدسة العين، واكتشفوا ذوبان الخثرة البروتينية التي تمنع الرؤية بسرعة.
مع ان هذا البحث لا زال في مراحله الأولى، إلا ان العلماء يؤكدون على انهم اكتشفوا طريقة التغلب على إعتام عدسة العين، وقريبا ستحل القطرة محل العمليات الجراحية في علاج إعتام عدسة العين التي يعاني منها ملايين البشر في العالم.