سيطرت فصائل من المعارضة السورية المسلحة، اليوم الثلاثاء، على عدة نقاط كانت تخضع لسيطرة قوات النظام، في “سهل الغاب”، الذي يتبع إداريًا محافظتي حماة وإدلب، والمتاخم لمحافظة اللاذقية الساحلية.
وتمكنت قوات المعارضة السورية، صباح اليوم، من السيطرة على “تلة الشيخ إلياس”، في محيط جسر الشغور، وعلى “حاجز جنزارة” في سهل الروج بريف محافظة إدلب.
كما فرضت سيطرتها أيضًا على “تل باكير” شمال سهل الغاب، و”تل أعور” و”تل واسط” وحاجز ناحية “الزيارة”، وعلى المحور الأوسط، في ريف حماة، عقب معارك تلت إطلاق المعارضة السورية أمس، عملية عسكرية لـ “تحرير سهل الغاب”.
واستطاعت فصائل المعارضة، خلال معارك “تحرير سهل الغاب”، من تدمير دبابة وأسر 10 من عناصر النظام السوري، في ناحية “الزيارة”، وتفجير 23 مدفع لقوات النظام في معسكر “جورين”.
وقال “أبو إبراهيم الجنوبي”، الإعلامي في “جيش الفتح” – الذي يشارك في المعارك إلى جانب كتائب من الجيش السوري الحر و”النصرة” – إن “جبهة النصرة” فجّرت سيارة مفخخة في معسكر “جورين”، على الجبهة الجنوبية لسهل الغاب، تمهيدًا لاقتحامه وإسكات مدفعيته، مشيراً إلى أن المعركة مستمرة حتى “تحرير المنطقة بشكل كامل من قوات نظام الأسد”.
ولفت أبو ابراهيم، إلى أن المعركة جاءت “لنصرة مدينة الزبداني التي تتعرض لهجوم شرس من ميليشيا حزب الله اللبناني ونظام الأسد”، وفق تعبيره.
من جانبه، أوضح “أبو محمد”، القيادي في “جبهة الشام” (أكبر تجمع للجيش الحر في المنطقة)، بأن المعارك التي تدور في سهل الغاب، تشمل المناطق الواقعة بين قرية “الحاكورة” شمالًا و”التمانعة” جنوبًا، مشيرًا أن تلك المناطق تعتبر “من المناطق المؤيدة للنظام”.
وأشار إلى أن “أهمية فتح تلك الجبهة يكمن في نقل المعركة إلى “مناطق سيطرة النظام” والتمهيد لفتح “جبهة الساحل السوري”.
وشدد أبو محمد، على أن المدنيين في المناطق الموالية للنظام، لن يتعرضوا لأي أذى أو مضايقات، وأن هدفهم تحرير سوريا بشكل عام، والحفاظ على وحدة ترابها الوطني، لافتاً إلى أنّ معنويات عناصر الفصائل المسلحة عالية جدًا، والكل كان ينتظر هذه المعركة بفارغ الصبر.
وأشار أبو محمد، إلى أن “نظام الأسد”، يسعى لتقسيم سوريا، ويعتبر منطقة “سهل الغاب” ضمن دولته المفترضة، وقال: “سنوجه للنظام ضربات قاصمة في هذه المعركة”.
إلى ذلك، شن الطيران الحربي التابع للنظام السوري، أكثر من 30 غارة على قرى وبلدات سهل الغاب، رداً على هجوم المعارضة، في حين أفاد شهود عيان للأناضول، أن “القرى الموالية” المواجهة لجبهات القتال، شهدت نزوحاً إلى مناطق أخرى بعيدة عن الاشتباكات.
ويعتبر “سهل الغاب”، هو أحد أكثر المناطق خصوبة في سوريا، يقع بين “جبال اللاذقية” غربًا و”جبل الزاوية” شرقًا ومدينة “جسر الشغور” شمالًا (إدلب) ومدينة مصياف جنوبًا (حماة)، ويمر فيه نهر العاصي، كما يعتبر السهل من المناطق الاستراتيجية المهمة في البلاد، ويشكل بوابة الساحل السوري، الذي ينحدر منه الأسد، ومعظم أركان حكمه، وخط تماس بين القرى ذات الأغلبية “السنية” (المعارضة)، والقرى ذات الأغلبية العلوية (الموالية) للنظام.